القائمة إغلاق

التنويع الغذائي عند الأطفال | القواعد الأساسية والأخطاء التي ينبغي تفاديها

التنويع الغذائي في الأطفال
1287

ليس من السهل الحصول على التعليمات الصحيحة حول تغذية الأطفال خاصة القواعد المتعلقة بالتنويع الغذائي.

الأمر يصبح أصعب و يشكل مخاوف كبيرة عند الآباء، عندما يجدون أنفسهم بين نصائح مختصي الرعاية الصحية، وآراء العائلة والمحيطين، وكذا ضغط المجتمع.

لذلك من المهم توضيح القواعد التي يجب اتباعها وإبراز الأخطاء الرئيسية التي ينبغي تجنبها عند البدء في التنويع الغذائي.

لضمان انطلاقة صحيحة، من المهم احترام الفترة الزمنية الخاصة بحليب الرضاعة سواء كانت طبيعية أو اصطناعية، ثم بعدها حليب النمو أو الحليب الصناعي.

لا ينبغي تنويع النظام الغذائي مبكرًا ولا متأخرًا، لكن من المهم أيضا معرفة أن أخطار نقص التغذية أكثر حدوثا من مخاطر الإفراط.

لا توقف حليب الأطفال مبكرًا

حليب الرضاعة سواء كانت طبيعية أو اصطناعية يجب أن يستمر حتى سن 12 شهرًا، بمعدل 3 زجاجات أو 3 رضعات من أصل 4 وجبات في اليوم. قد يتوقف العديد من الآباء عن إعطاء حليب الرضاعة في وقت مبكر جدًا وهذا خطأ.

بعمر 6 أشهر وفي حالة الرضاعة الإصطناعية، يمكن أن يتغذى طفلك على حليب المتابعة (أو حليب سن الثانية)، ثم استبدال حليب المتابعة بحليب النمو من سنة واحدة حتى 3 سنوات على الأقل.

والهدف من ذلك تلبية احتياجات عنصر الحديد التي لم تُغطى. لكن إذا أعطيت طفلك الحليب البقري الكامل بدلاً من حليب النمو، فعليك أن تعطيه اللحم أو السمك أو البيض مرتين في اليوم من أجل توفير الحديد الذي يحتاجه.

ويعد أكبر خطأ يمكن أن يقع فيه الآباء هو استبدال الحليب بحليب نباتي، مثل: حليب فول الصويا أو اللوز، لأن هذه البدائل غير مناسبة للطفل الصغير وتؤدي إلى نقص كبير في البروتينات، والكالسيوم، والحديد وأحيانًا في السعرات الحرارية.

التنويع الغذائي عند الأطفال لا يكون مبكرا ولا متأخراً جداً

وهذا لتفادي الأخطار التالية:

نقص التغذية

التنويع الغذائي عند الأطفال يكون بين 4 و 6 أشهر من العمر، ليس قبل ذلك، و أيضا ليس بعد هذا العمر. فيؤدي التنويع المبكر إلى نقص الكالسيوم، والحديد والأحماض الدهنية الأساسية.

ذلك لأن الطفل سيقلل من عدد وجباته من حليب الأم يومياً وبالتالي ستقل نسبة العناصر التي سيحصل عليها.

حساسية الطعام عند الأطفال

يجب الحرص على تنويع النظام الغذائي للرضيع في الوقت المناسب و ليس بعد فوات الأوان. التنويع الغذائي بعد 6 أشهر قد يزيد من احتمال ظهور حساسية الطعام عند الأطفال لاحقا.

النظام الغذائي عند البدء بالتنويع يجب أن يحتوي أيضا على الأطعمة الأكثر تسببا في الحساسية مثل البيض، والسمك والمكسرات، بحيث تدخل للطفل بين 4 و 6 أشهر من العمر بجرعات صغيرة بهدف التخلص من حساسيتها طبيعياً.

عنصر الغلوتين بدوره ينبغي إدخاله في النظام الغذائي للطفل وتفادي استخدام الدقيق الخالي من الغلوتين بحلول 4 أشهر من عمر الطفل.

حذار من النواقص خلال التنويع الغذائي

عندما يهم الآباء بالبدء في التنويع الغذائي لأطفالهم، يُستحضر غالباً الإفراط في التغذية أكثر من النقصان، و يرتكز الحديث خاصة حول الملح والسكر.

لا تقدم لطفلك نظامًا غذائيًا بدون ملح أو سكر، طبعا مع توخي الحذر بشأن الكمية، فاستهلاكهما بالطريقة والكمية العادية ليس له تأثير ضار. وضع القليل من السكر مثلا في العصيدة أو الزبادي الطبيعي مقبول جدا إذا كان ذلك يحسن شهية الطفل.

في المقابل، تقديم الكثير من المنتجات الحلوة للطفل قد يؤدي أيضًا إلى نقص غير مباشر في العناصر الغذائية المهمة لأن الطفل سيرفض تدريجيا تناول الأطعمة المفيدة الأخرى التي تحتوي على الحديد والكالسيوم.

و قد يعمد الآباء لتفادي إطعام الدهون لأطفالهم، كما هو موصى به للبالغين أو خوفًا من السمنة.

في الواقع، لا يوجد سبب غذائي للحد من الدهون أو حذف الدهون من الأطباق المالحة للأطفال والرضع. كما لم يثبت أن هناك فعالية حقيقية متعلقة بنظام غذائي مقيد للحد من السمنة قبل عمر 3 سنوات.

من جهة ثانية، يعتبر استهلاك اللحوم مفيد خلال فترة التنويع الغذائي عند الأطفال لغناها بعنصر الحديد، و بإمكان الطفل تناولها حتى مرتين في اليوم.

لا داعي للخوف من البروتين الزائد، فلا يوجد هناك أي دليل علمي يؤكد أن البروتين الزائد ضار بالصحة، و لا يدعو بعض المختصين في الصحة لاستهلاك كميات أقل من اللحوم إلا احترازيا.

في الأخير، ينبغي أن يرتكز التنويع الغذائي عند الأطفال على 5 مبادئ أساسية هي:

·  الحرص على توفير عنصر الحديد عبر تناول حليب الأطفال، ثم حليب النمو ثم تناول كمية كافية من اللحوم

·  توفير الكالسيوم من منتجات الألبان من خلال 2 إلى 3 وجبات في اليوم

·  تناول الأحماض الدهنية الأساسية من خلال الزيوت النباتية المتنوعة والأسماك، مرة أو مرتين في الأسبوع، لتوفير عنصر أوميغا 3

·  أساس التنويع الغذائي هو تقديم كل شيء للطفل دون استثناء

·  إذا تم احترام المبادئ الأربعة السابقة، فسيحق للطفل الإستمتاع بكل شيء، لا تحرم طفلك من الأكل بما في ذلك السكريات والمشروبات الحلوة دون إفراط

بقلم د. شربال وليد

بالتعاون مع موقع صحة 247

مقالات ذات صلة