ارتفعت حرارة ابنتي كثيراً ولاحظت ظهور حلقة باهتة حول فمها، ذهبت بها سريعاً للطبيب.
ووصف لي العلاج قائلاً: عزيزتي لا بد من الاهتمام البالغ بجرعات هذا العلاج، حتى لا يحدث مضاعفات لابنتكِ مثل الحمى الروماتيزمية.
فما هي أعراض الحمى الروماتيزمية عند الأطفال؟
وهل الحمى الروماتيزمية معدية؟
كل ذلك سنناقشه معكِ، وستتعرفين أيضاً على تحليل الحمى الروماتيزمية عند الأطفال.
ما هي الحمى الروماتيزمية؟
الحمى الروماتيزمية (Rheumatic fever) هي إحدى المضاعفات شديدة الْخَطَر التي قد يصاب بها طفلك إذا لم يتلق علاجه بشكل صحيح في حالة الإصابة بالتهاب الحلق.
وقد تظهر كإحدى مضاعفات مرض الحمى القرمزية عند الأطفال.
والحمى الروماتيزمية عند الأطفال تظهر في صورة التهاب يصيب عدة أجزاء بالجسم: كالقلب، والمفاصل، وجهاز الأعصاب المركزي، والجلد.
أعراض الحمى الروماتيزمية عند الأطفال
تظهر أعراض الحمى الروماتيزمية عند الأطفال بعد الإصابة بالتهاب الحلق العقدي بمدة 2-4 أسابيع.
ومن الممكن أن تكون هذه الأعراض بسيطة، وتزداد تدريجياً خلال مدّة المرض.
ومن أهم هذه الأعراض:
- الحمى: ارتفاع شديد في درجة حرارة جسم طفلك.
- ألم في المفاصل: ستلاحظين تألم طفلك، وإشارته لبعض المفاصل خاصةً الركبتين، أو المرفقين، أو الكاحلين.
- انتقال الألم من مفصل لآخر.
- تورم واحمرار في المفاصل.
- نتوءات صغيرة وغير مؤلمة تحت الجلد.
- إرهاق وألم بالصدر.
- ضيق في النفس.
- آلام بالمعدة.
- حركات جسدية صعب التحكم بها، خاصة في الوجه.
لذلك عزيزتي الأم كوني حذرة، فإذا شعرتِ بأن طفلك المصاب باحتقان الحلق يعاني أياً من هذه الأعراض التالية، فلا بد أن تستشيري طبيب طفلك فوراً.
- طفح جلدي.
- صعوبة في البلع.
- احمرار والتهاب شديد باللوزتين.
- صديد باللوزتين.
- ظهور بقع حمراء في سقف الحلق.
- صداع شديد.
- الغثيان، والقيء.
- تورم العقد الليمفاوية.
- ارتفاع درجة حرارة طفلك:
فإذا كان عمر طفلك 6 أسابيع، لا بد ألا تزيد حرارته عن 37.8 درجة مئوية.
وإذا كان عمره ما بين 6 أسابيع – 6 أشهر، فيجب ألّا تزيد حرارته عن 38.3 درجة مئوية.
أما إذا كان عمر طفلك أكبر من 6 أشهر فتابعي حرارته، وإذا استمرت حرارته مرتفعة أكثر من ثلاثة أيام، فيجب أن تتوجهي لزيارة الطبيب.
يمكنك أيضاً قراءة هذا المقال باراسيتامول للأطفال
أسباب الحمى الروماتيزمية عند الأطفال:
قد يصيب طفلك احتقان في الحلق نتيجًة إلى عدوى البكتيريا العقدية.
ولأن البكتيريا العقدية تحتوي على نفس البروتين الموجود في أنسجة الجسم عند طفلك، لذا فإن الجهاز المناعي له قد لا يستطيع التمييز بين البكتيريا وأنسجة الجسم، ومن ثم يهاجمها ويسبب لها أضراراً.
ومن أهم هذه الأنسجة، أنسجة القلب، والمفاصل، والجلد والجهاز العصبي المركزي.
ونتيجةً لرد فعل الجهاز المناعي يحدث تورم والتهاب في هذه الأنسجة.
وعلى الرغم من أن الإصابة باحتقان الحلق العقدي أمر شائع بين الأطفال، إلا أن حدوث الحمى الروماتيزمية يكاد يكون نادرًا.
ومع ذلك تنتشر الحمى الروماتيزمية في بعض الدول النامية التي تفتقر الرعاية الصحية.
غالباً تظهر الحمى الروماتيزمية عند الأطفال في سن 5- 15 سنة، بل ويمكن أن تصيب الأطفال الأصغر سناً.
عوامل الخطورة:
يمكن أن تتسبب بعض العوامل في حدوث مرض الحمى الروماتيزمية عند الأطفال، ومن أهم هذه العوامل:
- التاريخ الوراثي
قد يحمل بعض الأطفال الجينات الوراثية من آبائهم تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية.
- العوامل البيئية
يزداد خطر الإصابة بالحمى الروماتيزمية عند الأطفال في الأماكن التي تقل فيها النظافة، وينتشر فيها الزحام وسوء الصرف الصحي.
لذلك نلاحظ انتشار الحمى الروماتيزمية عند الأطفال في الدول التي تفتقر النظافة.
- سلالات البكتيريا المكورة
يمكن أن تكون بعض سلالات البكتيريا المكورة أكثر قدرة على التسبب في الإصابة بالحمى الروماتيزمية عن السلالات الأخرى.
المضاعفات
قد تستمر أعراض الحمى الروماتيزمية عن الأطفال ما بين شهور إلى سنوات.
وخلال ذلك قد يحدث بعض من المضاعفات لطفلك، وغالباً تتعلق هذه المضاعفات بقلبه.
من أهم هذه المضاعفات:
- قد تؤدي الحمى الروماتيزمية إلى تلف بعضلات القلب، فتضعف قوته على ضخ الدَّم.
- تعمل على تلف صمامات القلب، منها الصمام الأبهري (Aortic valve).
- قد تتسبب الحمى الروماتيزمية عند الأطفال في الإصابة بالرجفان الشرياني.
يمكن أن تقلِّل العلاجات من هذه الأضرار الناجمة عن الالتهاب، ولكن في حالة عدم تناول العلاج المناسب قد تتدهور حالة الطفل، ويحدث الآتي:
- تلف دائم بالقلب.
- فشل بالقلب.
- جلْطَة، قد تؤدي إلى الوفاة.
كيفية تشخيص مرض الحمى الروماتيزمية
يعتمد تشخيص الحمى الروماتيزمية عند الأطفال على الفحص البدني وبعض الاختبارات، منها:
مَسْحَة الحلق
تُجرى هذه المَسْحَة للطفل من أجل أخذ عينة من أنسجة الحلق، التي قد تحتوي على البكتيريا العقدية في حالة الإصابة بالحمى الروماتيزمية عند الأطفال.
تحليل الحمى الروماتيزمية عند الأطفال
وهو فحص دم يُجرى للطفل، ليكشف عن وجود الأجسام المضادة للبكتيريا العقدية في الدَّم.
ومن الممكن أيضاً أن يتضمن تحليل الحمى الروماتيزمية عند الأطفال اختباريّ البروتين C المتفاعل، وسرعة ترسيب الدم.
وفي حالة التأكد من إصابة الطفل بالحمى الروماتيزمية، قد يحتاج الطبيب لإجراء فحوصات أخرى للاطمئنان على قلب طفلك، ومنها:
- تخطيط كهربية القلب.
- مخطط صدى القلب.
ما عِلاقة الحمى الروماتيزمية بالحمى القرمزية؟
الحمى القرمزية هي عدوى بكتيرية تظهر عند بعض الأطفال المصابين بالتهاب الحلق العقدي، ويصاحبها حمى شديدة.
وتتميز بوجود طفح جلدي أحمر في مناطق الوجه والرقبة، ثم ينتشر على الجذع والساقين.
كما يصاحب عدوى الحمى القرمزية احمرارٌ بالوجه وحلقة شاحبة حول الفم، ويتغير شكل لسان الطفل ليصبح لونه أحمر، وبه نتوءات تشبه الفراولة.
تستمر هذه الأعراض أسبوعاً كاملاً، ثم تختفي تدريجياً، وقد يتقشر جلد الطفل المصاب بالطفح.
إذا لم يُعالج الطفل المصاب بالحمى القرمزية، قد يُصاب بمضاعفات خطيرة من أهمها الحمى الروماتيزمية.
علاج الحمى الروماتيزمية
يجب أن تعرفي عزيزتي الأم أن الاهتمام بالعلاج أهم من نوع العلاج، فعلاج الحمى الروماتيزمية عند الأطفال بسيط لكن إهماله قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
والهدف الأساسي من العلاج هو تخفيف الألم والأعراض، ومنع تكرار الحُمى الروماتيزمية عند الأطفال.
ينقسم العلاج إلى
- مضادات حيوية:
يصف الطبيب أنواع محددة من المضادات الحيوية ليتخلص تماماً من بقايا البكتيريا العقدية، ومن أهمها البنسلين.
يستمر الطفل على هذه المضادات الحيوية لمدة 5 سنوات، لضمان عدم تكرار عدوى الحمى الروماتيزمية.
وإذا كان القلب قد تعرض إلى مضاعفات في أثناء عدوى الحمى الروماتيزمية، فقد يلجأ الطبيب إلى أن يطيل من مدة العلاج الوقائي لمدة 10 سنوات، أو حتى بلوغ الطفل عمر 21 عاماً أو أيهما أقرب.
- المسكنات ومضادات الالتهاب:
فقد يصف الطبيب المسكنات ومضادات الالتهاب لعلاج آلام المفاصل والتخفيف من حدتها.
- مضادات التشنجات:
يلجأ إليها الطبيب في حالات المضاعفات، حيث يُصاب بعض الأطفال بالحركات اللاإرادية وقد تزداد حدتها.
عزيزتي الأم، في هذه الحالات لا يُفضل إعطاء الطفل أي دواء دون استشارة الطبيب.
كيفية الوقاية من الحمى الروماتيزمية:
عزيزتي الأم، أعرف أن السؤال الذي يجول في خاطرك الآن، هو هل الحمى الروماتيزمية معدية؟
الإجابة هي: لا، فمرض الحمى الروماتيزمية ليس معدياً، بينما الإصابة بالبكتيريا العنقودية أو الحمى القرمزية قد ينتقل من طفل لآخر بالرذاذ.
وللوقاية من الحمى الروماتيزمية يرجى اتباع هذه النصائح:
- يرجى استشارة الطبيب في حالة ارتفاع حرارة طفلك عن المعدل الطبيعي.
- التشخيص المبكر والعلاج السليم لهما دور فعال لمنع حدوث المضاعفات.
- يجب المحافظة على النظافة الشخصية لطفلك.
- اتباع إرشادات العلاج التي يحددها الطبيب، والاهتمام بجرعات العلاج الوقائي لمنع تكرار الإصابة بالحمى الروماتيزمية مرة أخرى.
- يُنصح بتقوية مناعة الطفل، وذلك بالإكثار من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين C وغيرها من الفيتامينات المقوية للجهاز المناعي.
ختاماً، عزيزتي الأم إذا كان طفلكِ يتلقى علاجًا بالمضادات الحيوية للقضاء على البكتيريا العقدية، وكنتِ تهتمين بجرعات جميع الأدوية كما وُصِفَت له، فإن فرصة الإصابة بالحمى الروماتيزمية ستكون ضئيلة جداً.
لذلك كوني حذرة، فحياة طفلكِ أمانةٌ بين يديكِ.
المراجع
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/scarlet-fever/symptoms-causes/syc-20377406
https://emedicine.medscape.com/article/236582-overview
https://www.healthline.com/health/rheumatic-fever#treatments