القائمة إغلاق

العنف ضد الأطفال | هل هناك وقفة؟

4598

لقد أصبح العنف ضد الأطفال من المشاكل والظواهر المنتشرة بشكل كبير في المجتمعات العالمية.

والطفل هو كل شخص لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره.

على الصعيد العالمي تشير التقديرات إلى أن عددا يصل إلى مليار طفل أو أكثر في المرحلة العمرية 2-17 عاما تعرضوا إلى عنف بدني وجنسي ونفسي.

ما هو العنف ضد الأطفال؟

العنف ضد الأطفال

يعرف العنف ضد الأطفال بأنه استخدام القوة أو السلطة بشكل مقصود أو متعمد، أو التهديد باستخدامها ضد الطفل؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالضرر الجسدي أو النفسي وقد يصل الضرر إلى حد الموت.

يمكن إضافة الإهمال المتعمد أو المعاملة السيئة لتعريف مفهوم العنف ضد الأطفال.

ويكون هذا العنف خطيراً جداً عندما يصدر من الأشخاص الذين يقومون برعاية هؤلاء الأطفال.

أسباب العنف ضد الأطفال

أسباب العنف ضد الأطفال كثيرة ومن أهمها:

  • أسباب اقتصادية

فمع زيادة معدلات الفقر والبطالة يظهر العنف بشكل جلي في العائلات الفقيرة بنسبة أكبر مما يظهر في العائلات الغنية.

  • أسباب اجتماعية

التفكك الأسري، وزيادة المشاكل بين الزوجين، وازدياد حجم الأسرة، وإدمان المخدرات كلها أسباب تؤدي إلى ضياع الأطفال وتشردهم.

  • وسائل الإعلام

وسائل الإعلام التي تشجع على العنف، مما يؤدي إلى سهولة استخدامه والشعور بشرعيته.

  • غياب القوانين والعقوبات الصارمة ضد من يتسبب بالعنف ضد الأطفال مما يتيح الفرصة أمام الآخرين، واستسهال ممارسة مثل هذا العنف، ويعد ذلك من أهم أسباب العنف ضد الأطفال.

اقرأ أيضاً تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال | بين كفي الرحى!

ما هي أشكال العنف ضد الأطفال؟

هناك أشكال عديدة من العنف تُمارس ضد الأطفال، ومنها العنف الجسدي واللفظي والنفسي والجنسي. 

وفيما يلي سوف نقوم بسرد أشكال العنف ضد الأطفال بالتفصيل.

1.العنف الجسدي

وهو من أسوأ أنواع العنف ضد الأطفال ويُمارس بشكل كبير عالمياً.

يظهر في تعرض الطفل للضرب، واستخدام أدوات أخرى تسبب له الألم والجروح في العديد من مناطق جسمه.

والتي قد تؤدي إلى تعرضه لأضرار بالغة وآثار جسدية مثل الكدمات والكسور، ويمكن أن يصل في بعض الأحيان إلى الموت.

ذكرت دراسة صدرت من الولايات المتحدة بأن العقاب الجسدي للأطفال يدفعهم إلى الكذب ومعاداة المجتمع، وأنه كلما زاد نفورهم من المجتمع زاد كذبهم.

كما أن إحدى الظواهر الأخرى لهؤلاء الأطفال هو قيامهم بتخريب وإبادة الأشياء بدون سبب.

 بالإضافة أنهم يرفضون طاعة أساتذتهم وتنفيذ ما يطلبونه منهم.

 تجدر الإشارة هنا أن العقاب الجسدي يأتي في مؤخرة الوسائل التربوية، ومع هذا نجد أن المربين غالباً ما يبدأون به ويبالغون في التركيز عليه.

ربما لأنه يحقق نتائج سريعة يرغبونها، ولكن فالحقيقة أن التغيير الذي حدث للطفل هو تغيير شكلي وسطحي.

فقد يلجأ الأب إلى ضرب الابن حتى يجلس ويذاكر، وهنا يظن الأب أنه استراح وانتصر.

الواقع أن الطفل جلس ينظر في الكتاب لتفادي غضب الأب، والنتيجة هي كراهية الابن للمذاكرة والدراسة عموماً.

فالعقاب ليس مرادفاً للتربية وإنما هو أحد وسائلها وليس أهمها.

2.العنف اللفظي والتنمر

التنمر نوع من العنف ضد الأطفال

يشمل الألفاظ المسبة والكلام البذيء وكذلك المقارنة بين الأطفال أو مناداة الطفل بالألقاب السيئة التي يكرهها.

*التنمر:هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل طفل أو مجموعة من الأطفال نحو طفل أو مجموعة من الأطفال تكون غالباً أضعف منهم جسدياً.

والتنمر ليس لفظياً فقط بل إنه يشمل أنواعاً أخرى، مثل:

التنمر الجسدي: يشمل أعمالاً عنيفة مثل الضرب والركل.

التنمر الاجتماعي: الذي يشمل الإحراج الدائم للشخص وتجاهله وإبعاد الآخرين عنه.

عن طريق نشر الشائعات حوله أو الصور والفيديوهات المسيئة له أو التحريض ضده بسبب لونه أو عرقه أو شكله.

التنمر من خلال الانترنت: يشمل استخدام البريد الإلكتروني أو الهاتف او الرسائل النصية من أجل تهديد الأشخاص أو مضايقتهم.

كيفية التعامل مع الطفل المتعرض للتنمر في المدرسة

يجب أولا التعامل مع الموقف بجدية وعدم التقليل من حجم المشكلة والتعامل كالتالي:

  • مرافقة الطفل إلى المدرسة ودع المتنمّرين يرونك معه ويعلمون أنّك بجواره وتدعمه.
  • إخبار الإدارة المدرسيّة والتحدّث مع أهل الطفل المتنمّر لحلّ الموضوع.
  • تدريب الطفل على إحدى رياضات الدفاع عن النفس.
  • توجيه الطفل إلى تجنّب استخدام القوة والعنف الجسدي قدر الإمكان .
  • تعليم الطفل أن يكون واثقا من نفسه فيقول للمتنمر بطريقة حازمة كيف يشعر ويطلب منه الكف عن التصرفات السيئة.
  • تنبيه الطفل علي ضرورة عدم تواجده وحيداً والبقاء برفقة الأصدقاء وساعده في تكوين الصداقات.
  • تدريبه على التحكم بمشاعره والتصرّف ببرودٍ مع المتنمّر حتّى يفقد اهتمامه به ويتوقّف عن مضايقته.

وأخيرا حاول معرفة السبب حول اختيار طفلك كضحيّة للتنمّر وحاول العمل معه على تحسين هذا الجانب إن أمكن.

ما هي الآثار المترتبة علي التنمر؟

للتنمر آثار خطيرة على شخصية الطفل ونفسيته تصل به إلي:

  • فقدان الثقة بالنفس وانعدام تقدير الذات مهما كان طفلاً مميزاً.
  • تدهور التحصيل الدراسي.
  • العزلة والانطوائية والاكتئاب على المدى الطويل.
  • اللجوء إلى العنف والتحول إلي طفل متنمر.
  • اللجوء إلى الانتحار في معظم الحالات.

يجب مواجهة هذا السلوك العدواني، وعلى الأهل تصحيح الخطأ في تربية هذا الطفل المتنمر، وفرض قوانين صارمة تردعه عن الاستهتار بالآخرين.

وإذا فشلت هذه المحاولات فلا بد وقتها من استشارة أخصائي نفسي؛ لحل المشكلة وعرض الطفل عليه ليتمكن من مساعدته بخبرته.

للمزيد التنمر | عدم تقبل للآخر أم قلة ثقة بالنفس؟!!

3.العنف النفسي

العنف ضد الأطفال

ويشمل الإهمال والاحتقار والحرمان العاطفي، فتقصير أحد الوالدين عاطفياً تجاه أبنائه أو نبذ أحدهم يعد أحد أشكال العنف.

وآثار هذا النوع خطيرة على الطفل، منها:

  • ُينشئ أطفالاً مهزوزي الثقة بأنفسهم.
  • ُيضعف شخصية الطفل، ويجعله عنيفاً.
  • يكون الطفل مستقبلا أكثر عرضة للأمراض النفسية والعصبية.

4.العنف الجنسي

العنف الجنسي ضد الأطفال انتهاك جسيم لحقوق الطفل، وهو يأخذ شكل التحرش أو الاغتصاب والاستغلال في الدعارة والمواد الإباحية.

وقد تكون له عواقب خطيرة قصيرة وطويلة الأجل، وتأثيرات بدنية ونفسية واجتماعية، ليس فقط بالنسبة للأطفال ولكن أيضاً لأسرهم ومجتمعاتهم.

آثار العنف ضد الأطفال

  • كره الناس. 
  • الانطواء.
  • الكذب.
  • يتولد عنده الحقد لدى المجتمع.
  • في بعض الحالات يصاب بالكسل. 
  • يقوم ببعض عمليات الانتقام.
  • يظهر السلوك العدواني لدي الأطفال التي تتعرض للعنف بشكل دائم.

الأساليب الصحيحة في مواجهة العنف ضد الأطفال

  • تنفيذ القوانين لحظر السلوك العنيف، وتقييد إتاحة الكحول والأسلحة النارية علي سبيل المثال.
  • تغيير القواعد التي تتغاضى عن السلوك العنيف ضد الأطفال.
  • العمل على زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي والتعريف بحقوق الطفل وواجبات المربين.
  • تهيئة بيئات مأمونة وتحديد البؤر الساخنة في الأحياء، ثم التصدي للأسباب المحلية عبر ضبط الأمن لحل المشاكل.
  • تنمية المهارات التعليمية والحياتية، وضمان التحاق الأطفال بالمدارس وتوفير التدريب لتنمية المهارات الحياتية والاجتماعية.
  • دعم الأبوين ومقدمي الرعاية، وتوفير تدريب للأبوين خاصة صغار السن الذين انجبوا لأول مرة.
  • تقديم خدمات الاستجابة لضمان تمكين الأطفال المعرضين للعنف من الحصول على رعاية طارئة فعالة وتلقي دعم نفسي ملائم.
مواجهة العنف ضد الأطفال

إن العنف لا يولد إلا عنفاً، ومن حق كل طفل أن ينشأ في بيئة خالية من العنف والتسلط والقسوة حتى ينشأ سوياً فعالاً في المجتمع.

اقرأ أيضاً الصحة النفسية للأطفال | الوتر الحساس

المراجع

https://www.healthline.com/health/mental-health/types-of-child-abuse

https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/violence-against-children