القائمة إغلاق

تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال | بين كفي الرحى!

2983

الأب في حالة من الغضب: يا له من يومٍ سيء!

درجة الحرارة مرتفعة، والجو حارٌ جدا!

أصبح المنزل مكاناً بشعاً!

ثم يتجه نحو زوجته قائلاً: لماذا يا سيدتي لم تعدي طعام الغداء إلى الآن؟!

ألا تعلمين أنني أتضور جوعاً؟!

قالها في نبرة غضبٍ أشد.

الأم: أجل، إنني أعده الآن، لكنك لا تعلم أي شيءٍ عن معنى الصبر!

قالتها بنبرةِ ضيقٍ من زوجها هي أيضاً!

وفي الجوار يلعب الصبيان والبنات بينما يسمعون كل هذه المشاحنات!

تُرى هل تمر هذه الأحداث بدون أن تترك أثراً في قلوب الأبناء؟

أم هناك جانب آخر لتأثير المشاكل الزوجية على الأطفال؟!

إن الزواج من أجمل ما قد يفعله المرء في حياته، فمعه تتمكن من مشاركة طعامك وشرابك وحياتك مع شخص آخر قريب من القلب. 

لكن ماذا عن مسئوليات الزواج؟ 

وماذا عن الأبناء؟

ثم ماذا عن المشاكل العائلية وتأثيرها على الأطفال؟

الخلافات الأسرية

لا يخلو أي بيتٍ من المشاكل، هذه قاعدة معروفة، لكن الذي يختلف هو طريقة كل أسرة في التعامل مع تلك المشاكل.

وحينما نتحدث عن خلافات الوالدين وأثرها على الأبناء سنجد أن كلاً منا يتعامل مع هذا الأمر بنمطٍ مختلف.

يحاول بعضنا تهدئة الأوضاع حتى لا يزيد توتر الأجواء في المنزل، بينما يقع آخرون فريسة الغضب والنزاع.

وقد تتطور الأمور إلى الحد الذي يجلب الأبناء إلى وسط الخلاف، مما ينتج عنه ما لا يُحمد عقباه.

وإليكم أمثلة على بعض جوانب الخلاف:

  • خلاف على طريقة تربية الأبناء، واعتقاد كل فرد أن تفكيره هو الأكثر صواباً.
  • التضارب بين آراء الوالدين أمام الأطفال.
  • فقدان طرق التواصل الصحيحة بين الوالدين، أو قلة التواصل.
  • تولد شعور الندية والمنافسة داخل كل طرف، مما ينتج عنه سلوكيات غير سوية أمام الأطفال.

وأشارت بعض الأبحاث إلى تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال الرضع، وأنه يمكن للطفل أن يتأثر بالخلاف الأسري بدايةً من عمر 6 أشهر.

المشاكل الأسرية وأثرها على الأبناء

تختلف أشكال الخلاف الأسري من زوجين إلى غيرهما كما تختلف طرق استجابة كل طرف منهما، ولعل من الأساليب السيئة للتعامل مع الخلاف:

  • الصوت العالي.
  • النقد المستمر.
  • التهديدات.
  • السب والإهانة بين الطرفين.
  • التعدي الجسدي.

وهذه بعض الأمثلة التي يستخدم الآباء فيها الأبناء في النزاع:

  • إرسال بعض الرسائل السيئة من أحد الوالدين إلى الآخر عن طريق الأطفال، كأن يقول الأب لابنه أن يخبر والدته أن طعامها سئٌ جداً!
  • تلصص أحد الطرفين على الآخر عن طريق الأبناء.
  • طلب أحد الطرفين من الأطفال ألا يخبر الطرف الآخر ببعض الأمور، مثل: أن تخبر الأم ابنتها ألا تخبر أباها أنها قد قابلت إحدى صديقاتها، أو أنها اشترت بعض الأشياء.
  • تحدث الأب أو الأم عن بعضهما بشكلٍ سئ أمام الأبناء.

وغيرها من أفعال قد يلجأ الآباء إليها أثناء الخلافات إذا لم يتعاملوا بحكمة مع الأمر.

تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال
تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال

تأثير الطلاق على الأطفال

يعد الطلاق أو الإنفصال بين الزوجين من أكبر المشاكل التي تزيد طاقة الغضب والصراع عند الطرفين، بالإضافة إلى تأثيره المباشر على نفسية الأبناء.

يمكن أن تقل الشحنات السلبية داخل الطرفين بعد حوالي سنتين إلى ثلاث سنوات من الطلاق، لكن ليس لدى الجميع.

لكن المشكلة الأكبر أن الأطفال يعانون نفس المشاعر السلبية التي يعانيها الطرفان.

والأسوأ أن أحد الطرفين أو كليهما يمكن أن يستغل الأطفال في التعبير عن غضبه من الطرف الآخر، كأن يقول عنه ما يشينه أو يحاول أن يجعل الطفل يكرهه.

هذا بالإضافة إلى الخلافات على حضانة الأطفال وما إلى ذلك من مشاحنات وصدامات.

ما هو تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال؟

يمكن أن يتأثر الأبناء في عدة نواحي جراء الخلافات الزوجية التي يفشل الزوجان في السيطرة عليها.

أو يعجزان عن حجبها عن الأطفال.

قد يتأثر الأطفال في النواحي التالية:

  • الجوانب العاطفية تجاه الآباء أو غيرهم من المتزوجين.
  • الجوانب الاجتماعية وعلاقتهم بالبيئة المحيطة.
  • النواحي السلوكية وردة الفعل تجاه الآخرين.
  • القدرة على التركيز. 
  • الجوانب التعليمية.

قد تتسبب تلك الخلافات في تولد شعور بعدم الأمان عند الأبناء، وقد يصل الوضع أحياناً إلى لوم الأطفال أنفسهم على تلك الخلافات.

وهذه بعضٌ من تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال:

  • قلة تقدير الذات.
  • الشعور بالقلق والتوتر أغلب الوقت.
  • الإصابة بالأرق والخوف.
  • الشعور بعدم الأمان.
  • فقدان السلام النفسي الداخلي.
  • الإحساس بالاكتئاب والإحباط.
  • ضعف الثقة في الآخرين.
  • انخفاض المستوى الدراسي.
  • ضعف العلاقة بين الآباء والأبناء.
تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال وعلاجها
تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال وعلاجها

هل تؤثر المشاكل الزوجية على الأطفال بنفس الدرجة؟

يختلف تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال من واحدٍ إلى آخر، يرجع هذا إلى عدة عوامل، منها:

  • عمر الطفل.
  • ذكر كان أم أنثى.
  • شخصية الطفل.
  • كيفية استجابته للتوتر.

توجد بعض العوامل الأخرى، مثل:

  • شخصية الوالدين.
  • مدى تطور الخلاف.
  • كيفية تعامل الطرفين مع المشاكل.
  • علاقة الأطفال بالوالدين.

نصائح للتعامل الصحيح مع المشكلات الأسرية

علاج تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال
علاج تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال

عزيزي الأب وعزيزتي الأم، إن أبناءكم هم أغلى ما تمتلك أيديكم.

لذلك، فمحاولة توفير بيئة سوية وصالحة تحافظ على سلامهم النفسي هي من أهم الأشياء أبداً.

إليكما بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في توفير هذه البيئة للأبناء:

  • توفير بيئة تنعم بالدفء والدعم المعنوي والتشجيع على أمور الحياة.
  • إخفاء الخلافات الزوجية -صغيرةً كانت أم كبيرة- عن أعين الأبناء، وإيجاد حلٍ لها بمنتهى الخصوصية.
  • ترك مساحة كافية للطفل للتعبير عن مشاعره السلبية تجاه الخلافات الجارية، وإعطاؤه الأمان والحرية عند التحدث سواء كان رأيه مع أحد الطرفين أو ضده.
  • محاولة تهدئة الأجواء في حالة حدوث أي خلاف أمام الأبناء. 

وقد أثبتت بعض الأبحاث أن الأطفال الذين يتعامل آباءهم بحكمة في أوقات الخلاف يكتسبون هذا السلوك في علاقاتهم فيما بعد.

  • اتباع بعض القواعد في أوقات الخلاف، مثل: 

الهدوء، خاصةً أمام الأطفال.

استماع الطرفين لبعضهما البعض.

توضيح نقاط الخلاف وشرح الموقف.

عدم الاستهانة بمشاعر أي طرف.

التفاوض ومحاولة إيجاد حلولاً بديلة ترضي الطرفين.

إن تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال له أضرار وخيمة إن لم يكن للطرفين وقفة؛ يحاولا فيها إيجاد حلولاً بديلة لتلك الخلافات.

لأن أطفالنا وأبناءنا هم فلذات أكبادنا، ألا نمنحهم الدفء الأسري ونحافظ عليهم؟!

المراجع:

http://www.familycourt.gov.au/wps/wcm/connect/fcoaweb/reports-and-

publications/publications/parenting/parental-conflict-and-its-effect-on-children

https://ifstudies.org/blog/how-parental-conflict-hurts-kids

https://www.healthychildren.org/English/family-life/family-dynamics/Pages/Parenting-Conflicts.aspx

مقالات ذات صلة