القائمة إغلاق

تشوهات الجنين | ليس ذنبي!

تشوهات الجنين
7946

ينظر الناس إليّ بشكلٍ مختلف، هل يرون ما لا أراه؟!

أعرف أنني مختلف عنهم للأسف، لكن ليس ذنبي أن أُصاب بأحد تلك الأمراض!

ليس بمقدوري التراجع، لكنني سأحاول! 

أنا مصاب بالشفة الأرنبية، وسأسعى مع والداي لإيجاد حل!

كم أنت رائع يا ولدي الحبيب، أحييك على عزيمتك، والآن اسمح لي أن أحدثك عن هذا الأمر، أمر تشوهات الجنين.

ما هي تشوهات الجنين؟

إن تشوهات الجنين هي التغيرات الفسيولوجية التي تحدث في أي جزء من أجزاء الجسم، مثل: القلب أو المخ. 

يمكن أن تختلف شدة التشوهات من جنينٍ إلى آخر، فتوجد تشوهات بسيطة وأخرى شديدة.

أسباب تشوهات الجنين

يمكن أن تحدث تشوهات الجنين أو تكرار تشوه الجنين في أي مرحلةٍ من مراحل الحمل.

أي أنه يمكن أن تحدث تشوهات الجنين في الشهر الأول، ويمكن أن تحدث تشوهات الجنين في الشهر الثامن، أي في أول الحمل أو آخره، وإن كانت شائعة بنسبة أكبر في الشهور الثلاث الأولى.

لا توجد أسباب معروفة لكل حالات تشوه الأجنة أثناء الحمل، لكن يمكن أن يحدث بعضها لعدة أسباب، مثل:

  • العوامل الوراثية: يمكن أن ينقل الأب أو الأم للجنين بعض الجينات غير الطبيعية، وغالباً لا يمكن منع التشوهات وراثية المنشأ من الحدوث.
  • التعرض لبعض المواد الكيميائية.
  • تناول بعض الأدوية.
  • الإصابة ببعض أنواع العدوى أثناء الحمل.

عوامل الخطر لحدوث تشوه الأجنة 

توجد عدة عوامل يمكن أن تزيد من احتمالية حدوث تشوهات الجنين أثناء الحمل، منها:

  • بعض العوامل الوراثية، مثل إصابة أحد أفراد العائلة بتشوهات الأجنة.
  • التدخين أو تناول الكحول أو المخدرات.
  • تناول بعض أدوية مضادات القلق. 
  • الإصابة ببعض الحالات المرضية، مثل: مرض السكري أو السمنة المفرطة.
  • تناول بعض الأدوية، مثل: عقار أيزوتريتينوين Isotretinoin الذي يستخدم في علاج حب الشباب.
  • عدم علاج أحد أنواع العدوى البكتيرية أو الفيروسية، خاصةً الأمراض الجنسية المعدية، مثل: السيلان أو الزهري.
  • الإنجاب في عمر 35 عام أو أكثر.

لا تتضمن هذه القائمة كل عوامل الخطورة التي يمكن أن تؤدي إلى تشوهات الأجنة، ورغم ذلك يمكن أن تحدث التشوهات بدون وجود أيٍ من هذه العوامل.

أنواع تشوهات الجنين

تنقسم التشوهات إلى قسمين:

التشوهات الجسدية 

تحدث التشوهات الجسدية عندما يولد الطفل بعضو غير مكتمل النمو أو قد اكتمل نموه بشكلٍ غير طبيعي، مثل:

  • بعض مشاكل القلب.
  • الشفة الأرنبية Cleft Lip: وهو وجود انشقاق في شفة الجنين.
  • تشوهات العمود الفقري Spina Bifida: وهو نمو العمود الفقري بطريقة غير طبيعية.
  • إعوجاج القدم Clubfoot: وهو أن تتجه القدم إلى الداخل بدلاً من الخارج.

التشوهات العقلية أو الوظيفية 

تتسبب التشوهات العقلية في فقدان الطفل لوظيفة أحد أجزاء جسمه، مثل:

  • متلازمة داون Down Syndrome: والتي تسبب بعض التأخر العقلي و بعض التأخر في النمو.
  •  مرض الخلايا المنجلية Sickle Cell Disease: والذي يحدث بسبب تشوه شكل كريات الدم الحمراء.

يمكن أن يُصاب الجنين بأحد التشوهات بدون أن يظهر عليه أي عرضٍ بعد الولادة، ولا يُكتشف الأمر إلا بعد عدة سنوات.

وإليك أمثلة على بعض الحالات الشائعة

إعوجاج القدم Clubfoot 

يعد إعوجاج القدم عند الأطفال من أحد التشوهات الشائعة، وهي إعوجاج القدم إلى الداخل بدلاً من الخارج،  تظهر في الذكور بمعدل الضعف مقارنةً بالإناث.

لا يعرف السبب الرئيسي لهذه الحالة، فقد يكون بسبب عوامل وراثية وبيئية.

يشمل الإعوجاج أجزاء من القدم والكاحل، ويمكن أن يكون بسيطً أو شديداً، وقد يصيب الإعوجاج قدماً واحدة أو كلا القدمين.

يمكن علاج هذه الحالة فور اكتشافها عن طريق بعض التمارين الرياضية التي توجه قدم الطفل إلى الوضع الصحيح.

يمكن في بعض الحالات أن يخضع الطفل للجراحة، ثم يمارس بعض التمارين للمحافظة على وضع القدم الجديد.

الحنك أو الشفة الأرنبية Cleft Palate or Lip

إن الحنك أو الشفة الأرنبية أو المشقوقة هي أيضاً أحد حالات تشوهات الجنين الشائعة، تحدث أثناء فترة الحمل عندما لا تلتئم أنسجة الفم والشفتين بشكلٍ ملائم.

فتبدو الشفاه والفك كأنهما منفصلين، وقد يمتد الأمر إلى عظام الأنف والفك العلوي.

يمكن أن تتأثر قدرة الطفل على الكلام فيما بعد، ويمكن أن يعاني الطفل من عدوى الأذن الوسطى بكثرة.

يحتاج أولئك الاطفال إلى الرضاعة بشكلٍ معين، خاصةً المصابين بالحنك المشقوق، بسبب فقدانهم القدرة على بلع الطعام.

يمكن علاج الحنك أو الشفة الارنبية عن طريق عملية جراحية.

متلازمة داون Down Syndrome

تعد متلازمة داون من أشهر حالات تشوه الأجنة، كذلك هي من الأسباب الشائعة لحدوث التأخر العقلي.

يمكن تشخيص الحالة قبل الولادة رغم أن ليس لها علاجاً جذرياً.

لكن كلما كان التشخيص مبكراً، كلما ساعد ذلك الطفل في تطوير مهاراته بشكل أسرع.

توجد بعض الملامح التي تميز أطفال داون عن غيرهم، مثل: 

  • الأذن الصغيرة.
  • العيون المائلة.
  • الفم الصغير، مما يجعل اللسان يبدو بشكلٍ أكبر.
  • الأنف الصغير مع الممر الهوائي المسطح.
  • الرقبة القصيرة.
  • الأيدي الصغيرة مع أصابع قصيرة.

يمكن أن تُصاب نسبة كبيرة من أطفال داون ببعض المشاكل الأخرى، مثل:

  • خلل في السمع أو الرؤية.
  • خلل في القلب.
  • التهابات الأذن.
  • بعض مشاكل المعدة.
  • بعض القصور العقلي.

يحتاج هؤلاء الأطفال إلى التدريب ليتمكنوا من فعل الأنشطة التي يفعلها من هم في مثل أعمارهم، مثل المشي والكلام.

تشخيص تشوهات الجنين

يمكن للطبيب أن يشخص بعض تشوهات الجنين أثناء الحمل في حالة وجود أحد عوامل الخطورة، عن طريق:

  • الأشعة بالموجات الفوق صوتية Ultrasound.
  • تحاليل الدم.
  • تحليل السائل المحيط بالجنين Amniocentesis.

ويمكن تشخيص الإصابة بعد ولادة الطفل عن طريق:

  • الفحص الجسدي.
  • مقياس السمع.
  • تحليل الدم الشامل للجنين بعد الولادة Newborn Screen: يمكن أن يعرف الطبيب منه بعض أنواع تشوهات الأجنة بدون ظهور أي أعراض.

علاج تشوهات الجنين

تختلف طريقة علاج التشوه تبعاً لنوع وشدة المشكلة، لكن يمكن علاج بعض الأنواع عن طريق:

  • الأدوية: يمكن أن تستخدم في علاج بعض الحالات البسيطة أو تُعطى للأم الحامل لعلاج الأمر في وقتٍ باكر قبل الولادة.
  • الجراحة: يمكن أن تعالج العمليات الجراحية بعض أنواع التشوهات أو تقلل من خطورتها، مثل: الشفة الأرنبية.
  • العناية المنزلية: يتلقى الآباء بعض التعليمات للعناية بصحة الطفل في المنزل.

الوقاية من تشوهات الأجنة

لا يمكن منع حدوث كل حالات تشوه الأجنة، لكن يمكنك عزيزتي الأم التقليل من إحتمالية الإصابة بهذه الحالة عن طريق بعض النصائح كالتالي:

  • تابعي مع الطبيب بانتظام منذ بداية معرفتك بالحمل أو بداية تخطيطك للحمل.
  • تناولي حوالي 400 ميكروجرام من حمض الفوليك Folic Acid يومياً قبل شهر على الأقل من تخطيطك للحمل.
  • تجنبي التدخين و تناول الكحول.
  • استشيري طبيبك في أمر الأدوية أو الأعشاب أو المكملات الغذائية التي تتناوليها لمعرفة إذا كانت آمنة أثناء الحمل أم لا.
  • لا تتناولي أي عقار جديد بدون الرجوع إلى الطبيب.
  • تابعي مع الطبيب المختص في حالة إصابتك بأي حالة مرضية حرصاً على أن يكون الوضع تحت السيطرة، وأنه لن يؤثر على الحمل، مثل: مرض السكري.

إن تشوه الأجنة حالة مرضية تستدعي العناية الطبية والرعاية المنزلية بشكلٍ كبير، لكن يمكن أن تقل خطورتها والضرر الواقع منها على حياة الفرد في حالة العلاج المبكر.

حتى ينعم أطفالنا بحياةٍ أفضل دوماً.

المراجع:

https://www.healthline.com/health/birth-defects

https://www.parents.com/baby/health/birth-defects/9-birth-defects-and-their-symptoms-and-treatments/

https://www.cdc.gov/ncbddd/birthdefects/facts.html