لا شيء يساوي لذة شعورك بالأمومة وخاصةً عندما ترزقين بطفلٍ لأول مرة.
هذا الشعور الجميل عندما تحتضنين قطعة من روحك تتنفس، وتستمد من وجودك الأمان.
تجدين نفسك في حاجة للتعود على نظام جديد في حياتك وفقاً لمتطلبات طفلك، وتبذلين قصارى جهدك لرعايته، وتعلم طرق العناية الجيدة به.
تلاحظين كثرة نومه لفترات طويلة بعد ولادته، وعدم انتظامه في النوم، واستيقاظه في أي وقت سواء كان ليلاً أو نهاراً.
وتطرحين الكثير من التساؤلات حول ما إذا كان هذا طبيعياً في هذا العمر أم لا؟
في هذا المقال نقدم لك بعض المعلومات الهامة عن النوم عند الأطفال، ومقدار النوم المناسب لهم في مراحل حياتهم المختلفة، وبعض النصائح التي تساعدهم على النوم المريح.
النوم عند الأطفال حديثي الولادة
يحتاج كل كائن حي إلى النوم، فهذا هو النشاط الرئيسي للدماغ أثناء مراحل النمو الأولى.
ينتظم إيقاع النوم أو دورة النوم والاستيقاظ من خلال استشعار الضوء والظلام.
لكن تستغرق هذه الإيقاعات في الأطفال حديثي الولادة فترة أطول من الوقت لكي تنتظم، ويأخذ النوم لديهم نمطاً واضحاً.
فتكون مواعيد النوم عند الأطفال حديثي الولادة غير منتظمة حتى بلوغه عمر ستة أسابيع، وفى عمر ثلاثة إلى ستة شهور يصبح لديه دورة نوم منتظمة.
ما مقدار النوم المناسب عند الأطفال؟
كثيراً ما تشتكين من كثرة نوم طفلك الرضيع، ويتسبب نمط نومه غير المنتظم في شعورك بالتعب عند العناية به، فهل تريدين معرفة المقدار الطبيعي لنومه في مراحل عمره المختلفة؟
تختلف كمية النوم التي يحتاجها الطفل تبعاً لعدة عوامل، أهمها عمر الطفل، وتُقسّم على النحو التالي:
النوم عند الأطفال حديثي الولادة في عمر 1-4 أسابيع:
ينام الطفل في هذا العمر من15 إلى 18 ساعة غير متصلة في اليوم، تتخللها فترات استيقاظه، فقد ينام من 2 إلى 4 ساعات فقط بشكل متصل ثم يستيقظ.
لا يمتلك الأطفال في هذا السن ساعة بيولوجية منتظمة، كما أن ليس لديهم نمط ثابت للنوم، فيمكن أن يستيقظ نهاراً أو ليلاً.
مع بلوغ الطفل عمر 6 أسابيع يبدأ نمط نومه يتحسن، وقد ينام بشكل متصل لمدة 4 الى 6 ساعات عادةً تكون خلال المساء.
نوم الأطفال في عمر 1 إلى 4 شهور:
يحتاج الطفل من 14 الي 15 ساعة من النوم في هذا العمر.
نوم الأطفال في عمر من 4 إلى 12 شهر:
نوم الأطفال في الشهر الرابع يصبح أكثر انتظاماً، ليشبه نمط النوم في البالغين، ويصبح الطفل أكثر اجتماعية، فنجد الطفل ينام من 12 إلى 15 ساعة.
نوم الأطفال من عمر سنة إلى ثلاث سنوات:
يستغرق النوم في هذا العمر من 12 -14 ساعة، ويأخذ الطفل قيلولة مرة واحدة في اليوم تمتد من ساعة إلى ثلاث ساعات.
نوم الأطفال من عمر 3-6 سنوات:
ينام الطفل من 10 الي 12 ساعة، والقيلولة تصبح أقصر تدريجياً.
نوم الأطفال في عمر 7 إلى 12 عام:
يحتاج الطفل للنوم من 10 إلى 11 ساعة، ويصبح لديه في هذا العمر أنشطة اجتماعية ومدرسية، وأيضاً عائلية أكثر، ويبدأ فى الذهاب إلى الفراش في وقت متأخر عن ذي قبل.
نوم المراهقين فى عمر 13 إلى 18 سنة:
تمتد فترة النوم من 8-9 ساعات يومياً.
يصبح نوم المراهقين في هذه المرحلة أقل من الفترات السابقة؛ بسبب نمط حياتهم المزدحم، على الرغم من ضرورة النوم بشكل كافٍ واحتياج أجسامهم للنوم؛ للحفاظ على حيوية وصحة الجسم.
ما أهمية النوم للأطفال؟
الأطفال الذين ينالون القدر الكافى من النوم تتحسن لديهم المهارات، والذاكرة، والسلوك، والتعلم، وكذلك الصحة الجسدية والعقلية بشكل عام.
فقد أظهرت الدراسات أن النوم له تأثير مباشر على الانتباه والمهارات الفكرية للطفل، وضبط المزاج، واكتساب المفردات.
التأثير السلبى لقلة نوم الأطفال
إن عدم حصول الطفل على القدر الكافي من النوم قد يؤثر بالسلب على صحته ونموه، وأيضاً على المزاج العام له.
يؤثر قلة النوم عند الأطفال على قدرتهم على الانتباه، وبالتالي على أدائهم الدراسي، أيضاً هناك صلة بين قلة النوم عند الأطفال والأمراض المناعية، والإصابة بالقلق والاكتئاب.
وقد يرتبط بحدوث السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري في المستقبل.
اقرأ أيضاً ثمان طرق تساهم في تقوية المناعة عند الأطفال… تعرفي عليها
كيفية تنظيم نوم الأطفال
لتنظيم النوم عند الأطفال هناك عدة نصائح يمكن اتباعها لمساعدة طفلك على النوم بشكل كافٍ ومريح، وهي:
- تحديد ميعاد معين للنوم يومياً، ومساعدة الطفل على الإلتزام به، وأيضاً ميعاد معين للاستيقاظ، مع الأخذ فى الاعتبار السماح للطفل بتجاوز هذه المواعيد قليلًا أيام العطلات.
- إنشاء روتين ثابت قبل النوم، والقيام بأشياء محددة قبل النوم، مثل: رواية القصص أو الاستحمام.
- التوقف عن استخدام الأجهزة الإلكترونية (مثل: التلفزيون والهواتف) قبل ساعتين من النوم على الأقل.
فقد أظهرت الدراسات أن الضوء الصادر من شاشة التلفزيون، والهاتف، أو شاشة الكمبيوتر يمكن أن يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو هرمون مسئول عن دورة النوم والاستيقاظ.
- تقليل التوتر قبل النوم، إذ يعمل هرمون الكورتيزول الناتج عن الإجهاد على صعوبة النوم عند الأطفال، ويمكن تجنب ذلك بالتوقف عن الأنشطة، وتقليل الإضاءة، وتهيئة بيئة مريحة هادئة قبل النوم.
- ضبط درجة حرارة الغرفة مع جعلها باردة قليلًا لتصبح محفزة للنوم.
- توفير الحماية من المخاوف وتجنب كل ما قد يخيف الأطفال ليلًا.
اقرأ أيضاً الصحة النفسية للأطفال
اضطرابات النوم عند الأطفال
كوني دائماً على معرفة باضطرابات النوم عند الأطفال، وإذا ما زال طفلك يعانى من صعوبة في النوم، أو تكرار الإستيقاظ ورؤية الكوابيس الليلية، أو الأحلام المزعجة رغم اتباعك النصائح والإرشادات السابقة، مع عدم وجود سبب واضح يمنعه من النوم، فعليك استشارة طبيب الأطفال.
أيضاً إذا كان طفلك يعاني من النعاس أثناء النهار، أو صعوبات سلوكية في المدرسة تعتقدين أنها قد تكون مرتبطة بقلة النوم، فيجب التدخل لحل هذه المشكلة.
لا يوصى بإعطاء طفلك أي “أدوية منومة ” دون استشارة طبيبك أولاً؛ لأن العديد من هذه الأدوية ليست آمنة للأطفال.
بعد أن أوضحت لك أهمية النوم لصحة طفلك الجسدية والنفسية، كوني منتبهة لأي من المعوقات التي قد تسبب حرمانه من النوم، وتجنبيها قدر الإمكان حفاظاً على صحته.
والآن أخبريني ماذا ستفعلين من أجل نوم أفضل لطفلك؟