ربما تعرف أن اختيار الطعام يهم لصحتك الجسدية وتخير نوع الدهون به قد يؤثر على شرايينك التاجية ولكن هل تعرف أن ما يهم الدراسات الحديثة الآن تأثير الطعام على صحتك النفسية؟
سنجيب هنا على سؤال: هل تؤثر اختياراتك للطعام على صحتك النفسية؟
حسب الدراسة البحثية التي قام بها مجموعة من الباحثين ونشرت عام 2022 لجمع أهم النتائج العلمية التي نشرت بهذا الصدد، فإن العناصر الغذائية التي يحتويها طعامك تساهم في مجابهة الاضطرابات النفسية، وهذا بسبل مختلفة فسيكون سؤالنا التالي كيف يؤثر الطعام على صحتك النفسية.
كيف يؤثر الطعام على صحتك النفسية؟
تتنوع الأطعمة وكذلك تتنوع مكوناتها وكل عنصر غذائي يهم؛ فالبعض يحمل تأثير على صحتك البدنية والبعض الآخر يؤثر على صحتك النفسية.
وهنالك سبيلين لتأثير الطعام على صحتك النفسية:
•تأثير العناصر الغذائية على الصحة النفسية.
•تأثير البكتيريا النافعة على الصحة النفسية.
تأثير العناصر الغذائية على الصحة النفسية
معا سنتعرف على بعض العناصر الغذائية المتواجدة بالأطعمة المختلفة وقد يؤدي غيابها لتدهور الاضطراب النفسي الذي تعاني منه.
أو قد يساهم غيابها في تسريع ظهور المرض النفسي، فعلى سبيل المثال لا الحصر:
1. العناصر الغذائية المضادة للأكسدة؛ فمضادات الأكسدة تمنع تأثير الجزئيات الشاردة التي تساهم في تدهور الاضطرابات النفسية وازديادها سوءاً.
2.العناصر الغذائية المكونة ل (عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ) الضروري لتخفيف حدة تآكل الخلايا العصبية.
والذي يحدث ببعض الأمراض العصبية، فيتأثر تركيزه بالجسم حسب توافر هذه العناصر.
3.الأوميجا ثري المساهمة في صناعة التشابكات العصبية، فالأوميجا ثري تؤثر على تآكل المستقبلات العصبية وصناعتها.
وهنالك الكثير من العناصر الغذائية الأخرى التي تساهم في جهازك العصبي بسبل مختلفة فتؤثر على حالتك النفسية.
ولقد أثبتت الدراسات الحديثة انخفاض معدل الإصابة بالاكتئاب وكذلك انخفاض الميل للانتحار لدى من يتبعون نظام غذائي صحي.
اقرأ أيضا: فوائد البيض للأطفال: غذاء مفيد لنمو صحي
كيف يؤثر الطعام على الأمراض النفسية؟
اكتشف العلماء الكثير من الروابط بين غياب عناصر غذائية وأمراض نفسية عديدة.
فأصبح من الممكن استخدام بعض المغذيات في صور دوائية (الفيتامينات) للتخفيف من تدهور الأمراض النفسية لدى المرضى فمثلا:
1. نقص معدن الزنك يساهم في زيادة حدة أعراض الاكتئاب.
2. وجود (ك-ادينوسلين مثيونين) الذي يصنعه الجسد من المثيونين المتوفر بالغذاء، ضروري بالجسم لعملية المثيلة؛ والتي تعد علاجاً طبيعيا مضاد للاكتئاب.
3. ال(إن أستيل سيستاين ) مضاد للأكسدة طبيعي يحمي الخلايا العصبية معززا تأثير مفعول العلاج الدوائي للفصام.
وهذه العناصر الثلاث التي ذكرناها على سبيل المثال لا الحصر تتواجد بالأطعمة الطبيعية ولست مضطرا لتناول المغذيات الدوائية أو ما يعرف بالفيتامينات لتحصل عليها، فستجد:
1. الزنك بالأسماك واللحوم.
2. المثيونين بالبيض واللحوم وكذلك الجبن.
3. الإن أستيل سيستاين بنبات البصل.
إذا الطعام الذي يمر عبر أمعائك وتمتص عناصره يؤثر بصحتك النفسية، ولا يتوقف دور الأمعاء عند امتصاص هذه العناصر بل ترتبط صحة الأمعاء ذاتها بصحتك النفسية.
للمزيد: فوائد الأفوكادو للأطفال: السر الصحي المذهل
الأمعاء والصحة النفسية
في العشرة أعوام الأخيرة حاز (محور الدماغ المعوي) على اهتمام الكثير من العلماء اللذين وجدوا رابطة قوية بين الأمعاء والدماغ.
فلوحظ تواصل مزدوج الإتجاه بين الأمعاء والجهاز العصبي المركزي، فتتصل الأمعاء بالجهاز العصبي عبر:
1. شبكة كبيرة من الخلايا أكبرها وأهمها العصب الحائر: الذي يضعف دوره في نقل المعلومات من الأمعاء إذا ما كنت تعاني من التوتر.
2. النواقل العصبية: المهمة في نقل المعلومات عبر الوصلات العصبية.
وكلا هذين السبيلين يتأثران بالبكتيريا النافعة التي تتواجد طبيعياً بالأمعاء وتُعرف بالفلورا الطبيعية.
كيف تؤثر البكتيريا النافعة على الصحة النفسية؟
ربما تتساءل الآن ما هو دور البكتيريا النافعة في صحتك النفسية، سنحاول تناول هذا بشكل مبسط كما يلي:
1. تؤثر البكتيريا النافعة على الغدد الصماء بمنطقة الأمعاء فتحفزها لإفراز مواد مضاد للتوتر،وكذلك يقوم العصب الحائر بدوره في نقل المعلومات فلا يتأثر مزاجك باختلال دور العصب الحائر.
2. تفرز البكتيريا النافعة عدة نواقل عصبية كالدوبامين والسيرتونين المعروفان كهرمونان للسعادة.
لذا يرى العلماء إمكانية استخدام أهم سلالات البكتيريا النافعة المتوفرة بصور دوائية تسمى (بروبيوتك) لمن يعانون من نقص بتركيز البكتيريا النافعة وأيضاً لتعزيز فعالية العلاج الدوائي لمرضى الاكتئاب واضطرابات القلق.
أطعمة لزيادة البكتيريا النافعة
من الجيد معرفة أن هنالك أطعمة تُزيد من أعداد هذه البكتيريا النافعة وتحسن من كفائتها، فنقول أن هنالك غذاء خاص للبكتيريا النافعة تستخلصه هذه البكتيريا من الأطعمة الصحية التي تختارها؛ فتزدهر البكتيريا النافعة وتزدهر صحتك النفسية، لذا ننصحك بالآتي:
1. الفواكه كالموز والتفاح.
2. الحبوب الكاملة.
3. البقوليات كالعدس.
4. الخضروات بأنواعها وأفضلها البروكلي والبصل.
5. أطعمة متخمرة كالزبادي.
أخيراً، نعم يؤثر الطعام على صحتك النفسية، فاحرص دائماً على اختيار طعام صحي متنوع، واجعل من الفواكه والخضراوات مسليات ما بين الوجبات، فاختر ما تأكله بعناية لجودة حياة أفضل.
المصدر