يشعر الآباء بالفرحة دائماً وهم يتابعون نمو أبنائهم أمام أعينهم يوماً بعد يوم وعاماً بعد آخر.
يراقبونهم وهم يصبحون أكثر اعتماداً على أنفسهم وأكثر تفاعلاً مع محيطهم، وتتبلور شخصيتهم أكثر مع مرور الوقت.
يرتبط الطفل بأبويه ويفضل البقاء بالقرب منهم معظم الوقت، ويستمد منهم الشعور بالطمأنينة، ويتعلم منهما كل ما يعرفه عن الحياة.
لكن مع دخول الطفل مرحلة المراهقة، ومع ظهور التغيرات الطبيعية المصاحبة لهذه المرحلة على الطفل، يشعر بعض الآباء بالارتباك والحيرة في كيفية التعامل مع الأبناء في ظل هذا التغيير.
التعامل مع المراهقين
بداية، دعونا نتحدث عن هذه المرحلة، إن مرحلة المراهقة هي مرحلة انتقالية بين مرحلة الطفولة ومرحلة الشباب، تبدأ هذه المرحلة مع بداية البلوغ عند الطفل.
فعندما يصبح الطفل مراهقاً تطرأ عليه الكثير من التغيرات، مثل:
- التغيرات الجسمية الظاهرية المعروفة للأولاد والفتيات في مرحلة البلوغ.
- تغيرات عاطفية نتيجة التغير الهرموني في هذه الفترة، وكذلك عدم قدرة الدماغ على التحكم الكامل في المشاعر وكيفية التعبير عنها؛ فتجد حالته المزاجية تتغير بين الحين والآخر. وقد يصبح أكثر حساسية أو يسيء فهم مشاعر المحيطين به.
وقد يصبح أكثر حساسية أو يسيء فهم مشاعر المحيطين به.
- تغيرات اجتماعية، فيبدأ بالبحث عن هويته وتجربة الأشياء، مثل شكل جديد للملابس والموسيقى وكذلك الأصدقاء.
يظهر حبه للاستقلال والإحساس بقدرته على الاعتماد على نفسه، لإتخاذ قراراته بدون اللجوء للآباء كما كان يفعل أثناء الطفولة، ويبدأ سلوكه بالتأثر بأصدقائه أكثر من ذي قبل.
- تغيرات فكرية، فيصبح مستوى تفكيره أكبر من تفكير الطفل على الرغم من عدم وصوله لمرحلة النضوج بعد.
- تغير في علاقات المراهق مع عائلته، فقد يميل إلى قضاء معظم وقته مع أصدقائه بدلاً من أفراد أسرته كالسابق.
وقد تظهر الخلافات والجدال بين المراهقين والآباء، وتختلف وجهات النظر بسبب نزعته إلى الاستقلالية.
الفرق بين المراهق الطبيعي (النموذجي ) والمراهق المضطرب
وكما ذكرنا فإن التغيرات التي تحدث في هذا العمر تكون طبيعية، وتتطلب فقط من الآباء التعامل مع المراهقين.
لكن في بعض الأحيان يتخطى الأمر الحد الطبيعي، فيجب الإنتباه إلى وجود مشكلة لدى المراهق يلزم التدخل لحلها.
لذا على الآباء أن يلاحظوا بدقة التغيرات الفجائية والغير طبيعية على سلوك المراهق.
سلوك المراهق النموذجي أو الطبيعي | سلوك المراهق المضطرب | |
الإهتمام بالمظهر | يهتم المراهق بتغيير مظهره وإتباع قواعد الموضة، وقد يتعمد ارتداء ملابس وقصات شعر غريبة. | قد ينذر تغيير المظهر بوجود مشكلة إذا كان مصحوباً بوجود مشاكل في المدرسة، أو أن هناك تغيرات سلبية في سلوك المراهق. |
زيادة الجدال والتمرد | يجادل المراهق أهله باستمرار؛ وذلك لسعيه الدائم للاستقلال والإحساس بكيانه، من خلال التحكم بأمور حياته دون استشارة الآباء وتنفيذ ما يعتقد أنه صحيح. | تصاعد حدة الجدل، واستعمال العنف، والدخول في مشاحنات، أو تجاوز القوانين هي علامات تحذيرية بأن الأمر تجاوز التمرد الطبيعي للمراهق. |
تقلبات المزاج | التقلبات العاطفية والانفعالية وحدة المشاعر من الأمور الطبيعية خلال فترة المراهقة. | الحزن المستمر والقلق، أو مشاكل النوم والتغيرات الكبيرة في الشخصية بسرعة قد تنذر بوجود مشكلة ما عند المراهق، مثل الاكتئاب أو أي مشكلة عاطفية أخرى. |
تجربة الكحول والتدخين | يرغب بعض المراهقين في فترة ما بتجربة الكحول أو التدخين، يمكن للآباء التحدث مع أبنائهم حول أضرار تلك الأشياء على الصحة. | عندما يتكرر الأمر ويصبح عادة فقد ينذر بوجود مشكلة مثل الإدمان. |
التأثر بالأصدقاء أكثر من العائلة | يمثل الأصدقاء أهمية كبيرة في حياة المراهق، فهو يتبعهم في سلوكياتهم، ويقارن نفسه بهم، ويقضي معهم معظم الوقت على حساب الوقت الذي يقضيه مع أبويه. لكن هذا لايعني أنه لم يعد بحاجة الى حب ودعم عائلته. | – تغيير مفاجىء في سلوكياته. – يتعرف على أصدقاء جدد يشجعونه على سلوكيات خاطئة. – يلجأ إلى الكذب. – انخفاض درجاته المدرسية. – افتعال المشاكل وكسر القواعد، أو أي من التصرفات السلبية. – يقضي معظم وقته وحيداً أو منطويا. |
ما يجب على المراهقين فعله أثناء تلك المرحلة؟
مثلما يتحتم على الآباء بذل الجهد لمحاولة التواصل مع أبنائهم، وتفهم ما يحدث لهم في هذا الوقت، وتعلم طرق جديدة في التعامل مع المراهقين، فإن هناك بعض النصائح التي يجب أن يتبعها المراهق بشأن أبويه، مثل:
- كن متأكداً من حب أبويك لك وخوفهم عليك، حتى إن بدت طريقتهم في التعبير عن ذلك غير مقبولة لديك فهم بالتأكيد ليسوا أعداءك.
- استمع دائماً إلى والديك بصدر رحب قدر الإمكان، وحاول تفهم الموقف من وجهة نظرهم.
- عبر لهم عن مشاعرك وما يدور في عقلك؛ حتى يتمكنوا من فهمك بشكل صحيح.
- قم بواجباتك ومسؤولياتك في المنزل والمدرسة؛ حتى تحصل على ثقتهم ويقوموا بمنحك الاستقلال الذي تسعى إليه بسهولة.
- حافظ تماماً على قدر من التهذيب والمراعاة لوالديك أثناء التعامل معهم، كما تريد أن يتصرفوا تجاهك باحترام وتقدير لكيانك.
نصائح التعامل مع المراهقين
قد يكون هناك بعض الآباء لا يعرفون ماذا يجب عليهم فعله أثناء التعامل مع المراهقين؛ فلم يعد مناسباً أن يعاملوا أبناءهم المراهقين كأطفال صغار.
هناك بعض الإرشادات التي تساعد الآباء في التعامل مع المراهقين، وهي:
- عندما يريد ابنك المراهق التحدث إليك عليك الانتباه جيداً لما يقول، ولا تنشغل بأمور أخرى مثل التلفاز أو القراءة أو أعمال المنزل.
- حاول تفهم وجهة نظر ابنك المراهق، والتحلي بالمرونة أثناء النقاش معه.
- تحدث إلى أبنائك بهدوء ولطف، واستخدم نبرة الصوت المناسبة لذلك.
- حاول فهم مشاعر ابنك في حالة عدم موافقتك على سلوكه، ولا تصدر الأحكام عليه وكن منفتحاً معه.
- تجنب السخرية منهم إذا بدت أفكارهم ساذجة بالنسبة إليك.
- شجعهم على التعبير عن آرائهم بحرية، كذلك يمكنك تقديم وجهة نظرك الخاصة إليهم بوضوح.
- امدح أبناءك على تصرفاتهم الجيدة دائماً، ولا تركز على تصرفاتهم السيئة فقط.
- قم بإشراك أبنائك في إتخاذ القرارات التي تخص الأسرة؛ فهذا يعمل على إثراء شخصيتهم.
- أيضاً عليك معرفة كيفية التعامل مع خصوصية المراهق، وترك مساحة شخصية له، ومنحه شعور الاستقلال الذي يحتاجه.
كيفية التعامل مع المراهق العصبي (العنيف )
إن التعامل مع المراهقين يمثل تحدياً بالنسبة للآباء، فكيف إذا كان ابنك المراهق عصبياً أو غاضباً دائماً؟
حتماً ستمر بأوقات عصيبة في التعامل معه.
وإليك بعض الإرشادات التي توضح كيفية التعامل مع المراهق العصبي:
- ضع الحدود والقواعد وكذلك العواقب، ناقش معه بهدوء أن لا مشكلة في الشعور بالغضب، ولكن هناك طرق معينة في التعبير عنه، لكن استخدام العنف أو ركل الأشياء أو كسرها ليس طريقة مقبولة للتعبير عنه.
- حاول معرفة السبب الرئيسي وراء الغضب، فقد يكون حزيناً، أو مكتئباً، أو يعاني من مشكلة ما ولا يستطيع حلها أو الإفصاح عنها.
- اقترح على ابنك تفريغ غضبه بطرق صحية، مثل: ممارسة الرياضة، فقد يكون الجري، أو ركوب الدراجات، أو الموسيقى، أو الكتابة وسائل جيدة للتخلص من الطاقة السلبية لديه.
- اترك لإبنك المراهق مساحة لمراجعة نفسه ومعرفة خطأه، ولا تلح عليه أثناء انفعاله وغضبه بالاعتذار أو التبرير، وتجنب الاستمرار في النقاش؛ فقد يزيد ذلك من استفزازه وبالتالي تتفاقم المشكلة.
- سيطر على غضبك أنت أيضاً أثناء تعاملك معه، ولا تفقد أعصابك، وحاول الحفاظ على الهدوء والتوازن.
إن مواجهة الآباء لبعض الصعوبات في هذه المرحلة أمر طبيعي، يستلزم معرفة طريقة التعامل مع المراهقين بذكاء، والتزود بالمعلومات الضرورية لمعرفة ما عليهم فعله؛ للقيام بواجباتهم بالشكل الصحيح.
يمكنهم أيضاً طلب المساعدة في حالة إذا لم تجدي جهودهم نفعاً؛ لتخطى العقبات التي تواجههم.
مقال مميز جدا ومفيد
التنبيهات:التربية الإيجابية - بين الشعارات والواقع | المعايير والمبادئ والنصائح | طفلي
التنبيهات:كيف نتعامل مع شخصية الطفل القوية؟ | صفات هذه الشخصية وكيف يمكن بناؤها | طفلي