كبُرت يا ولدي وأصبحت تعرف الصيام وشهر رمضان الكريم…
كبُرت وتريد أن تصوم مثلي ومثل أبيك وجدك وجدتك…
وكذلك كبُرت عندك عضلات الإيمان والعزيمة فتخبرني أنك ستقدر على مشقة الصيام فأنت رجل ولم تعد صبياً صغيراً…
هذا هو حال بعض أولادنا مع قدوم الشهر الكريم.
وبسبب طبيعة الأطفال ورغبتهم في تقليد الكبار يريدون أن يصوموا مثلهم…
فماذا عن صيام الأطفال في شهر رمضان؟
وما هي فوائد الصيام للأطفال وكذلك ما هي المخاطر المحتملة؟
وهل حقاً يؤثر الصيام على الأطفال؟
كل هذا وأكثر سنعرفه في مقالنا هذا، فهيا بنا…
فوائد الصيام للأطفال
إن صيام الأطفال في شهر رمضان له ضوابط معينة بسبب طبيعتهم وصغر سنهم واحتياج أجسامهم للطاقة نسبةً إلى المجهود المبذول.
لكن دعونا نتحدث أولاً عن فوائد الصيام للأطفال…
أولاً الفوائد النفسية
إن الصيام له أثر كبير على نفسية الطفل، فهو يساعده على الآتي:
- الشعور بالروحانيات الإيمانية الرمضانية.
- تقوية العزيمة والصبر.
- التعود على أحد الأركان الخمس في الإسلام وهو الصيام.
- تعلم ترويض النفس والتحكم بها.
- تنمية روح الجماعة بسبب صيام جميع أفراد المنزل.
- ترسيخ أهمية العبادات الربانية.
ثانياً الفوائد الجسدية
- توازن البيئة الداخلية للجسم.
- تنظيم سكر الدم ومستوى هرمون الإنسولين.
- تقليل خطر مقاومة الإنسولين Insulin Resistance.
- محاربة الالتهابات الداخلية، فقد أشارت إحدى الدراسات إلى فائدة الصيام في تقليل خطر بعض الالتهابات، مثل: مرض التصلب المتعدد Multiple Sclerosis.
- المساعدة في تحسين صحة القلب وضغط الدم عن طريق موازنة مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول.
- تحسين وظائف الدماغ والتقليل من خطر الإصابة بالأمراض العصبية المخية.
- التحكم في الوزن وتحسين عمليات الأيض Metabolism.
- المساهمة في زيادة إفراز هرمون النمو الذي يساعد في عمليات النمو وتقوية العضلات.
- يقلل من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية
هل يؤثر الصيام على الأطفال؟
يتساءل الآباء والأمهات عن كيفية صيام الطفل لأول مرة، ويصيب كثيراً منهم القلق حيال هذا الأمر.
فإن كنت عزيزي الوالد تقلق بسبب صيام طفلك في رمضان، فدعني أخبرك أن الأمر لن يكون كما تتخيل في البداية.
لا تزال أجسام أطفالنا صغيرة، وهم بحاجة إلى الطعام والشراب للأسباب التالية:
- يحتاج الطفل إلى الطعام بمعدلات منتظمة ومتوازنة خلال اليوم؛ لأن جسده لا يزال في مرحلة النمو.
- يمكن أن يؤدي نقص نسبة سكر الدم إلى شعور الطفل بدوخة ودوار، بل وقد يفقد الوعي إذا صام في سنٍ صغيرة كما يفعل الكبار.
- كذلك يحتاج جسمه إلى السوائل بكمية معتدلة ومنتظمة حتى لا يدخل في مرحلة جفاف، خاصةً في أوقات الحر الشديد.
لذلك يجب أن نضع في الحسبان أن البداية لن تكون كاملة، فلن يتمكن الطفل من الصيام الفترة من أذان الفجر وحتى أذان المغرب بشكلٍ كامل.
لكن لابد من التدرج…
جدول صيام الأطفال في شهر رمضان
هيا بنا الآن نتحدث عن جدول صيام الأطفال في شهر رمضان، وكيف نبدأ مع الطفل تدريجياً…
أولاً: صيام الأطفال في شهر رمضان من سن الخامسة إلى السابعة
يمكنكِ عزيزتي الأم أن تبدأي مع طفلكِ في سن الخامسة إذا رأيت في طفلكِ الاستعداد النفسي للصيام والرغبة الداخلية لتجربته.
ويكون النظام كالتالي: الصيام عن الطعام فقط من الفجر وحتى أذان الظهر، لكن بإمكانه تناول الماء والعصائر.
وأنتِ في هذه المرحلة تدربين طفلكِ بودٍ وحب على الاستغناء عن الطعام فترةً معينة، لكن في نفس الوقت لا نريد أن ينخفض مستوى السكر أو السوائل في جسمه.
لذلك نعطي له العصائر الطبيعية حتى نحافظ على بيئة داخلية متوازنة.
اقرأ أيضاً أفضل مشروب صحي في رمضان | رمضان أهلاً
ثانياً: الأطفال من سن السابعة وحتى العاشرة
في هذا السن يمكننا تشجيع الطفل على الصيام لفترةٍ أطول قليلاً؛ أي من أذان الفجر وحتى أذان العصر.
هذا مع الحفاظ على وجبة سحورٍ متكاملة وإفطارٍ كذلك.
ملحوظة: إذا شعرتِ أن طفلكِ يعاني الجفاف أو الدوار والدوخة، أعطه كوباً من العصير حتى يرتفع مستوى السكر في دمه إلى المعدل المتوازن.
ثالثاً: الأطفال من سن العاشرة فأكثر
وهنا يمكنكِ عزيزتي الأم بعد المرور بالمرحلتين السابقتين أن تشجعي طفلكِ على الصيام حتى أذان المغرب.
هذا مع مراقبة صحته العامة حتى لا يُنهك جسده بشكلٍ غير مرغوب.
نصائح لصيام الأطفال في شهر رمضان
يُعد صيام شهر رمضان الكريم من أركان الإسلام الأساسية، وهو ليس فرضاً على الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم بعد.
لكننا نحب تعويدهم عليه حتى لا تجد أجسادهم صعوبةً في الأمر بعد سن البلوغ.
لذلك هوناً على أنفسكم وأطفالكم، وإليكم بعض نصائح موقع طفلي المهمة في هذا الشأن:
- إن كنت عزيزي الأب تمر بمرحلة صيام الطفل لأول مرة فلا تجبر طفلك على الصيام طيلة النهار إذا كان دون العاشرة، فهذا قد يضر بصحته العامة.
- تُعد وجبة الإفطار من الوجبات الأساسية للطفل، لذلك احرص على احتوائها على الألياف، مثل: حبوب القمح الكاملة والخضار والفاكهة.
كذلك البروتين في صورة لحم أو دجاج أو منتجات الألبان؛ حتى يشعر بالشبع خلال اليوم.
- حاول تقليل تناولهم للوجبات أو العصائر عالية السكر؛ لأنها ستزيد من رغبتهم في تناول الطعام وشعورهم بالجوع.
- كذلك حاول إبعادهم عن المأكولات الحريفة أو المالحة حتى لا تزيد رغبتهم في شرب الماء أو الشعور بالعطش.
- تجنب تناول الأطعمة المقلية أو المشروبات الغازية منعاً لمشكلات الهضم.
- ساعدهم على تقليل المجهود المبذول، مثل: التمارين الرياضية أو كثرة اللعب حفاظاً على الطاقة الداخلية.
- شجع أبناءك على تقسيم وجباتهم بعد الإفطار، فمن الأفضل أن يأكلوا عدة وجبات بين الإفطار والسحور، بدلاً من إقحام طعامٍ كثير مرةً واحدة.
وفي هذا فائدة، فلن يشعروا بالانتفاخ أو عسر الهضم.
وفي النهاية، طفلي يتمنى لكم جميعاً صوماً مقبولاً وإفطاراً شهياً…
المراجع