القائمة إغلاق

الالتهاب الرئوي عند الأطفال، هل يمثل خطورة على صحتهم؟

4769

يعد الالتهاب الرئوي عند الأطفال أو pneumococcal infection-الالتهاب الرئوي عند الأطفال بالإنجليزية- أحد الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي.

الالتهاب الرئوي من الأمراض الخطيرة التي تصيب الأطفال بنسبة أكبر من البالغين؛ لضعف جهازهم المناعي وعدم اكتماله بعد.

يكون الالتهاب الرئوي ذا خطورة أكبر إذا كان الطفل المصاب يعاني من أمراض مزمنة أخرى، مثل: أمراض القلب، أو السكر، أو مشاكل أخرى في الرئتين كالربو.

ينتج عن الالتهاب الرئوي امتلاء الرئتين بالصديد والسوائل؛ مما يعوق وصول الأكسجين للرئتين، ويصعب من عملية التنفس.

 السبب وراء الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال قد يكون نوع من الفيروسات

 ( respiratory syncytial virus or influenza virus)، أو بكتيريا، وهو النوع الأكثر شيوعاً، وتسببه بكتيريا

(streptococcus pneumoniae).

 تقدر وفيات الالتهاب الرئوي عند الأطفال بما يقارب 800 ألف حالة سنوياً حول العالم.

الالتهاب الرئوي عند الأطفال الخدج

هناك عدة علامات في الأطفال حديثي الولادة والخدج تكشف عن احتمالية كبيرة بالإصابة بالالتهاب الرئوي، مثل:

  • رفض الرضاعة
  • تسارع معدل التنفس. 
  • توقف التنفس. 
  • زرقة في الشفاه.
  • عدم انتظام النوم.
  • جفاف الحفاض لساعات طويلة. 
  • كحة مستمرة والبكاء بعدها.
  • حمى.

الالتهاب الرئوي عند الأطفال وأعراضه

أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال
  • كحة مستمرة لفترات طويلة على مدار اليوم.
  • صوت في الصدر عند التنفس. 
  • ارتفاع في درجة الحرارة.
  • صعوبة في التنفس.
  • رفض للأكل والشرب.
  • صعوبة في النوم بانتظام لفترة كافية.
  • ألم في الصدر. 
  • قيء عقب الكحة. 

تشخيص الالتهاب الرئوي عند الأطفال

أول خطوة في تشخيص الالتهاب الرئوي هو الكشف السريري، حيث يفحص فيه الطبيب درجة حرارة الطفل، ومعدل التنفس، وصوت الكحة وعدد مرات تكرارها.  

حددت منظمة الصحة العالمية معدل التنفس في حالة الالتهاب الرئوي عند الأطفال كالآتي:

  • الأقل من عمر شهرين: ما يساوي أو أكبر من 60 تنفساً في الدقيقة.
  • من شهرين إلى 12 شهراً: ما يساوي أو أكبر من 50 تنفساً في الدقيقة.
  • من عمر عام إلى خمس سنوات: ما يساوي أو أكبر من 40 تنفساً في الدقيقة.

هناك بعض الفحوصات الأخرى التي من شأنها مساعدة الطبيب في تشخيص الالتهاب الرئوي، مثل:

  • قياس نسبة تشبع الدم بالأكسجين ، وذلك عن طريق جهاز يسمى pulse oximeter وهو أول اختبار ينبغي إجراؤها للمريض.
  • فحص نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدمcapnography.
  • التصوير السوناري ultrasonography.
  • صورة دم كاملة complete blood test.
  • التصوير الإشعاعي للصدر chest radiography.

طرق علاج الالتهاب الرئوي عند الأطفال

يتوقف علاج الالتهاب الرئوي على تحديد إن كان السبب وراء الإصابة بالالتهاب الرئوي بكتيريا أو فيروس. 

ما هو الفرق بين الالتهاب الرئوي البكتيري والفيروسي؟

في حالة إن كان من النوع الفيروسي فلا داعي للعلاج بالمضادات الحيوية، كذلك تزداد حدة الأعراض لدى المريض تدريجياً، وتكون أقل حدة من الالتهاب الرئوي البكتيري.

أما في حالة الالتهاب الرئوي البكتيري، تتفاقم الأعراض في المريض سريعاً مع ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة.

ولأن التفرقة بين النوعين تكون صعبة، فمن الأفضل العلاج احتياطياً بالمضادات الحيوية. 

يكون الأمبيسيلين الخيار الأول في العلاج للحالات البسيطة، والتي لا تعاني من مضاعفات خطيرة. 

تعد المضادات الحيوية من الجيل الأول والثاني من النوع سيفالوسبورين بديلا ً أيضاً للأمبيسيلين. 

العلاج المنزلي

هناك بعض الخطوات أيضاً من المهم للأم اتباعها في علاج طفلها المصاب في البيت، منها:

  • تقديم الكثير من السوائل والمشروبات الدافئة على فترات متقاربة خلال اليوم. غالباً سيكون الطفل فاقداً للشهية، وليس له رغبة في تناول الطعام؛ لذا من المهم تعويض ذلك بالسوائل لتجنب الجفاف.
  • الخضوع لقسط وافر من الراحة، وتجنب الإجهاد البدني بقدر الإمكان.
  • إذا شعر المريض بألم شديد في الصدر، يمكن تخفيفه باستخدام المسكنات تحت إشراف الطبيب.
  • لا داعي للفزع عند ارتفاع درجة حرارة الطفل، فالحمى أحد أعراض الالتهاب الرئوي، ويمكن حينها استخدام الأدوية الخافضة للحرارة بجانب العلاج.
  • يظهر التحسن في الأعراض خلال أسبوع إلى أسبوعين، ويكتمل الشفاء في فترة ما بين ثلاث إلى أربع أسابيع. 
  • يجب تكملة المضاد الحيوي حتى لو شعر المريض بتحسن أثناء فترة العلاج.
  • أثبتت الدراسات أن مضادات السعال لا تفيد كثيراً في حالة الالتهاب الرئوي، ويمكن استبدالها بالأعشاب الطبيعية الملطفة للكحة.

هل الالتهاب الرئوي معدٍ؟

البكتيريا أو الفيروس المسبب لمرض الالتهاب الرئوي يمكن أن ينتقل بسهولة من شخص إلى  آخر، في حالة استخدام الأدوات الشخصية للمريض، أو عن طريق الرذاذ المتطاير، أو اللعاب. 

لذا العدوى بالالتهاب الرئوي تكون احتمالاً قوياً بين أفراد الأسرة الواحدة. 

ومن ثم يجب على الأم فصل أدوات الطفل المصاب أو الذي لديه احتمالية كبيرة للإصابة بالالتهاب الرئوي بعيداً عن باقي الأسرة.

متى ينبغي للأم التوجه للمستشفى؟

الالتهاب الرئوي عند الأطفال

سيكون من المهم العلاج في المستشفى؛ للسيطرة على أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال، وذلك في الحالات التالية:

  • في حالة توقف التنفس لأكثر من ثوان.
  • تغير لون الجلد والشفاه إلى اللون الأزرق، فهذا يعني أن هناك نقص حاد في نسبة الأكسجين في الدم؛ مما يستدعي استخدام تنفس صناعي على الفور.
  • ارتفاع درجة الحرارة بما يؤثر على التنفس، إذ يظهر الطفل كما لو أنه يتنفس من بطنه، وتظهر العضلات بوضوح تحت الجلد، كذلك إن كانت الحرارة أكبر من 39 درجة مئوية.
  • قيء مستمر يمنع الطفل من تناول الدواء.
  • في حالة إصابته بأمراض مزمنة، أو مناعية تضعف من مقاومة الجسم للميكروبات.
  • تزايد معدل التنفس، وصعوبة شديدة في التنفس.

الوقاية

التطعيم من أهم وسائل الوقاية من الالتهاب الرئوي عند الأطفال؛ لذا ينبغي للأم الحرص على إعطاء طفلها التطعيم ضد الالتهاب الرئوي، والذي يتوفر من سن شهرين.

بالإضافة إلى تطعيم الإنفلونزا الموسمي الذي يعطى للطفل بدءاً من سن 6 شهور، والذي يقي من مضاعفات الجهاز التنفسي المصاحبة لنزلات البرد و الانفلونزا.

الابتعاد تماماً عن التدخين بالقرب من الطفل المصاب؛ لأنه يزيد مضاعفات الالتهاب الرئوي في الأطفال، كما أنه يعرض المدخن للإصابة بالالتهاب الرئوي.

الاهتمام بتعويد الطفل على النظافة الشخصية، واستخدام المناديل الورقية عند العطس والكحة، وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار.

وختاماً، لا يعد الالتهاب الرئوي مرضاً خطيراً، خاصةً بعد توفر اللقاح المضاد له وأصبح في متناول الجميع، لكنه كعادة كل الأمراض يكون اتباع سبل الوقاية منها خيراً من العلاج.

المصادر

https://emedicine.medscape.com/article/967822-overview#a1

https://www.blf.org.uk/support-for-you/pneumonia-in-children/what-is-it

https://kidshealth.org/en/parents/pneumonia.html

مقالات ذات صلة