القائمة إغلاق

الفزع الليلي عند الأطفال، هل صار الليل مرعباً ببيتكم؟

الفزع الليلي عند الأطفال
4089

ظلت هند تداعب النوم الذي يداعب أجفانها، عدلت جلستها آملة أن تظل يقظة بجانب طفلها طوال الليل. 

خائفة أن تستيقظ فزعة على صراخ طفلها الهستيري كما يحدث كل ليلة منذ أسبوع.

كعادة أي أم، تتساءل هند مع نفسها، هل فعلت شيئاً خاطئاً؟ 

هل معدته تؤلمه؟ 

لا أدري ما سبب صراخه كل ليلة؟ 

هل سيستمر الوضع هكذا؟ هل سيصاحبنا الفزع الليلي كل ليلة؟

والآن هل تعانين أنت وطفلك مثل هند وطفلها من الفزع الليلي؟ ومازلتِ تبحثين عن حلول وأجوبة لأسئلتك؟ 

دعينا نتعرف سوياً على ماهية الفزع الليلي عند الأطفال وكيف نتعامل معه…

ما هو الفزع الليلي عند الأطفال؟

يُعرف الفزع الليلي عند الأطفال بنوبات من الصراخ، وأحياناً تشنج جسد الطفل مصحوباً بالصراخ والحركات اللاإرادية أثناء نومه. 

وقد يكون الطفل فاتحاً لعينيه أو مغلقهما تماماً، وفي كلتا الحالتين لا يكون الطفل واعياً بل هو لا يزال في نوم عميق. 

تستمر نوبة الفزع الليلي لدقيقتين أو ثلاث، وقد تستمر أحياناً لخمسة عشر دقيقة.

نعم تبدو نوبة كهذه مُفزعة للأبوين، وإذا كنتم مررتم بها فبالطبع تعلمون أن الطفل حينها يظل مستمراً بالصراخ والتشنج دون الاستجابة لأي نداء أو محاولات إيقاظه.

لا يفيق الطفل من نوبة الفزع الليلي إنما يهدأ بعد مرورها ويعود لنومه كأن شيئاً لم يحدث، لكن يظل الأبوين متحفزين قلقين من حدوثها مجدداً متسائلين عما أصاب طفلهما.

اقرأ أيضاً كيفية التعامل مع الأطفال | قواعد ذهبية

الفرق بين نوبة الفزع الليلي والكابوس

بالطبع سيخطر ببالك الآن أيتها الأم العزيزة لماذا نسميه بفزع ليلي ولا نسميه كابوساً.

فهنالك عدة اختلافات بين نوبة الفزع الليلي وبين الاستيقاظ فزعا من كابوس.

الكابوس

١.يحدث الكابوس خلال مرحلة نوم (الحركة السريعة للعين) حين يكون الدماغ نشطاً أكثر.

٢.يكون الطفل نومه خفيفاً حين يمر بكابوس.

٣.يمكن إيقاظ الطفل وطمأنته.

٤.يحدث الكابوس عادة في أول ساعة بالليل أو بأول ساعات النهار قرب موعد استيقاظ الطفل.

نوبة الفزع الليلي

١.تحدث نوبة الفزع الليلي في مرحلة حركة العين غير السريعة.

٢.يكون نوم الطفل عميقاً.

٣.لا يستجيب الطفل لمحاولات إيقاظه ولا لاسمه إذا ناديته به، فنوبة الفزع الليلي تحدث خلال النوم العميق.

٤.يمر الطفل بنوبة الفزع الليلي عادة بعد ساعتين من بدء النوم.

الأعراض المصاحبة لنوبة الفزع الليلي عند الأطفال

خلال نوبة الفزع الليلي:

١.قد يكون الطفل مفتوح العينين رغم كونه في نوم عميق، وقد يكون مغلق العينين.

٢.يصرخ الطفل صراخاً هستيرياً.

٣.قد يتعرق الطفل.

٤.يضرب الطفل بقدميه ويديه في الهواء.

٥.قد يجلس الطفل في مكانه وهو يصرخ أو يبدو جسده متشنجاً.

٦.لا يستجيب الطفل لمناداة والديه له ولا لاسمه.

بعد أن يمر الطفل بأحد هذه الأعراض أو بعضها أو كلها يهدأ وحده ويعود للنوم بهدوء، وعندما يستيقظ في الصباح لا يتذكر ما حدث.

أسباب الفزع الليلي عند الأطفال

تحدث نوبة الفزع الليلي بسبب نشاط الجهاز العصبي المركزي خلال النوم. 

وتُعد نوبة الفزع الليلي رد فعل مفاجئ من الفزع خلال انتقال الدماغ من مرحلة النوم العميق (حركة العين غير السريعة) لمرحلة النوم الخفيف (حركة العين السريعة). 

وعادة ما يكون هذا الانتقال سلساً، لكن أحياناً يصبح هذا الانتقال الطبيعي بين مراحل النوم في بعض الأطفال مفزعاً ومقلقاً ويظهر في صورة نوبة فزع ليلي.

لذا يمكننا القول أن نوبة الفزع الليلي عند الأطفال هي حدث فسيولوجي ليس دائم الحدوث، ويُمكن حدوثه لبعض الأطفال دون سبب قوي. 

وهنالك بعض الأمور التي قد تحفز حدوثه عند هؤلاء الأطفال الذين هم عرضة له بطبيعتهم، لكن منع هذه المحفزات قد يقلل أو يمنع حدوث نوبة الفزع الليلي.

المحفزات المساعدة على الفزع الليلي

تحدث نوبة الفزع الليلي عادة ل٣٪؜ – ٦٪؜ من الأطفال بعمر ثلاثة سنوات لعمر اثنتى عشرة سنة. 

وقد تحدث بنسبة أقل في الأطفال الصغار من عمر عام ونصف لثلاث سنوات. 

لا يوجد سبب محدد لحدوثه في بعض الأطفال دوناً عن غيرهم، وإنما توجد بعض الأمور المحفزة لحدوث الفزع الليلي كالأمور التالية:

  • التوتر.
  • القلق.
  • الإجهاد العام.
  • ممارسة الأنشطة الإدراكية أو الحركية بقدر زائد.
  • نوم الطفل في مكانه غير  المعتاد.
  • بعض الأدوية المؤثرة على الجهاز  العصبي.
  • بعض أنواع  الطعام.
  • التعرض الكثير للشاشات.

كيف نتعامل مع الفزع الليلي؟

كما تعرفنا على الفزع الليلي، وعلمنا أنه حدث طبيعي لدى بعض الأطفال يرتبط بعمرهم وليس عرضاً لمرض آخر، علينا أولاً أن نهدأ ونطمئن. 

ثم نتقبل فكرة تكرار هذا الحدث، ونعتبره صاحباً لنا ونصاحبه لنخرج منه بأقل الأضرار. 

فعند حدوث نوبة الفزع الليلي لا تصرخي بصوتٍ عالٍ في محاولة لإيقاظ الطفل، ولا ترُجيه بعنف.

هو حدث يحدث لدقائق من المهم خلالها ألا نحاول إيقاظ الطفل أو مناداته، بل نصبر بجانبه حتى تنتهي النوبة.

كيف نقلل حدوث نوبة الفزع الليلي؟

١.تجنب التوتر والإجهاد الزائد خلال اليوم.

٢.اتباع روتين نوم للطفل يومياً مما يساهم في تهدئته وتهيئته للنوم، مثل: تغيير الملابس لملابس النوم مع تناول شراب دافئ كاللبن أو الينسون.

٣.إعادة حكي أحداث اليوم وما مررتم به من أحداث ومشاعر بهدوء والذي يمكن أن يُجنب دماغ الطفل النشاط الزائد خلال النوم.

٤.من المهم توفير مساحة آمنة بجوار سرير نوم الطفل لكيلا يؤذي نفسه حينما يضرب بيديه وقدميه بالهواء خلال النوبة.

٥.عدم التعرض للشاشات قبل النوم بساعتين على الأقل.

٦.تجنب محفزات نوبة الفزع خلال اليوم، والاهتمام بالطعام فهو أحد المحفزات المهمة.

أقرأ أيضاً إدمان الهواتف الذكية للأطفال | إليك طرق العلاج الفعالة!

الطعام والفزع الليلي

قد يكون للطعام تأثير ملحوظ في حدوث الفزع الليلي أو توقف حدوثه؛ لذا يُعد الطعام ومكوناته أحد محفزات الفزع الليلي، وإليكم تفصيلاً لهذا:

أولاً مستوى السكر بالدم

قد يعاني الطفل من الفزع الليلي لانخفاض مستوى السكر بالدم؛ لذا من المهم تناول طعام يحتوي على كربوهيدرات معقدة بدلاً من السكريات الأحادية الموجودة بالحلويات للحفاظ على معدل منتظم لسكر الدم.

ولأن الجلوكوز هو غذاء الدماغ؛ فإن ارتفاع مستوى سكر الدم قد يؤدي لنشاط زائد به مما يساعد على الكوابيس أو نوبات الفزع الليلي.

لذا يجب تجنب السكريات والحلويات قبل النوم بساعتين على الأقل.

وينصح دائماً بتناول وجبات متوازنة بها عنصر موفر للكربوهيدرات معقد بدلاً من السكر، كرقائق الشوفان وخبز الشعير وخبز دقيق كامل الحبة.

ثانياً: تناول بروتين مغذي ومشبع بالعشاء

مثل: كوب زبادي أو لبن دافئ أو بيض.

ثالثاً: فيتامين ب٣

توضح بعض الأبحاث أن نقص فيتامين ب٣ قد يؤدي لمشكلات بالنوم؛ لذا ينصح بغذاء غني بفيتامين ب٣ على مدار اليوم،مثل: الأفوكادو والتمر واللحوم.

اقرأ أيضاً النوم عند الأطفال | أحلاماً سعيدة طفلي الحبيب

رابعاً: الجلوتين

تشير الأدلة أن الجلوتين المتواجد بمنتجات الدقيق يؤثر على الناس بطرق مختلفة، فلوحظ تأثيره لدى بعض الأطفال في تحفيز حدوث نوبات الفزع الليلي. 

لذا إذا جربتِ مع طفلكِ تحري الأمور السابقة ولازال يعاني من الفزع الليلي يمكنك محاولة منع منتجات الدقيق أو تقليلها قدر الإمكان واستبدالها بمخبوزات الشوفان أو الشعير أو دقيق الأرز.

خامساً: الماغنيسيوم

قد يؤدي نقص الماغنسيوم لنوبات الفزع الليلي عند الأطفال؛ فالنواقل العصبية بالدماغ تحتاج عنصر الماغنيسيوم ليتمكن الدماغ من السكون والهدوء. 

لذا يُنصح بتناول الأغذية الغنية بالماغنيسيوم، مثل: حبوب الكينوا وأغلب الورقيات الخضراء والأسماك والموز.

كما يمكن الاستعانة بالملح الإنجليزي وخلطه بمياه الاستحمام خلال حمام دافئ لطفلك قبل النوم.

أخيراً قد يبدو الأمر لا ينتهي ولن ينتهي، وإنما يمر كثير من الأطفال بنوبات الفزع الليلي وبعد فترة تنتهي وحدها دون أن تترك لديهم أي أثر. 

لذا تحلي بالصبر والإيمان وستمرون من هذه المحنة كغيركم، وإن اتبعتِ النصائح السابقة قد تنتهي لياليكم الفزعة أقرب مما تأملين. 

كل تمنياتي لكِ ولطفلكِ بليالي هانئة خالية من نوبات الفزع الليلي.

المراجع

https://www.hopkinsallchildrens.org/Patients-Families/Health-Library/HealthDocNew/Night-Terrors

https://www.webmd.com/sleep-disorders/night-terrors

https://kidshealth.org/en/parents/terrors.html

https://www.nhs.uk/conditions/night-terrors/

https://www.hopkinsallchildrens.org/Patients-Families/Health-Library/HealthDocNew/Night-Terrors

https://www.fedup.com.au/news/blog/diet-for-night-terrors-and-other-sleep-disturbances

مقالات ذات صلة