القائمة إغلاق

الصحة النفسية للأطفال | الوتر الحساس

4201

من السهل عليكِ كأم أن تفهمي طفلك دون أن يتكلم أو يعبر عن نفسه، أليس كذلك؟

تتعرفين فوراً على احتياجاته الجسدية، ومتى يحتاج إلى الطعام والشراب والنوم، وكذلك إلى ملابس دافئة حين شعوره بالبرد؟

لكن!! هل تشعرين أيضاً باحتياجاته النفسية والعاطفية بنفس السهولة؟

هل تعرفين متى يحتاج إلى عِناقكِ مثلاً؟ أو المواقف التي يحتاج فيها إلى الدعم والثقة والتشجيع؟

هل ُتلاحظين أي تغير غير معتاد في تصرفاته وتُدركين دلالة ذلك؟

وماذا تعرفين عن الصحة النفسية للأطفال؟

تابعي معنا هذا المقال الذي سنتحدث فيه عن الصحة النفسية للأطفال، والعوامل المؤثرة عليها، وأيضاً كيفية تعزيز الصحة النفسية للطفل.

ما تعريف الصحة النفسية للأطفال؟

الصحة النفسية للأطفال هي طريقة تفاعلهم مع العالم المحيط، أي أنها طريقة تفكيرهم وتصرفاتهم وتواصلهم مع ما حولهم.

حينما تكون صحة الطفل النفسية جيدة يتعامل بطريقة إيجابية سوية، بما يتناسب مع وعيه في هذه المرحلة العمرية.

نستنتج من ذلك أن الصحة النفسية للأطفال لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية لديهم؛ فهي تؤثر عليهم في جميع نواحي حياتهم، وتساعدهم في مواجهة المواقف المختلفة.

وللوالدين دور كبير في  تعزيز الصحة النفسية للطفل، عن طريق الكلام والأفعال التي تصدر منهم، والبيئة المحيطة التي يخلقونها له. 

الصحة النفسية للأطفال

العوامل المؤثرة على الصحة النفسية للأطفال

لأن كل ما يحيط بالطفل يترك أثراً على صحته النفسية، لذلك هناك عوامل من شأنها تعزيز الصحة النفسية للطفل، وأخرى قد تضر بها وتؤثر عليها بطريقة سلبية؛ ومن ثم يجب على الآباء أن يكونوا على دراية بهذه العوامل.

عوامل تؤثر بالإيجاب على الصحة النفسية للأطفال

  • الصحة البدنية الجيدة والنظام الغذائي المتوازن.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الجو العائلي الدافئ والمستقر.
  • السماح للأطفال باللعب في الداخل والخارج. 
  • المشاركة في الأنشطة المختلفة.
  • الذهاب إلى مدرسة توفر الراحة والانسجام لهم.
  • الشعور بالتفاؤل والأمل.
  • إعطاؤهم فرصة للاستمتاع بحياتهم وممارسة اهتماماتهم.
  • الشعور بالانتماء لعائلتهم، ومدرستهم، ومجتمعهم.
  • الشعور بالقبول من أسرتهم ومحيطهم.

عوامل تؤثر بالسلب على الصحة النفسية للأطفال

توجد عدة عوامل تمثل خطراً على الصحة النفسية للأطفال، وهي:

  • معاناة الطفل من أحد الأمراض المزمنة. 
  • أن يكون هناك تاريخ لإصابة أحد الوالدين بمرض نفسي أو عقلي.
  • التعرض لصدمة وفاة أحد الأشخاص المقربين من الطفل. 
  • انفصال الأبوين أو المشاكل الزوجية.
  • مواجهة الفقر الشديد والتشرد في الطفولة.
  • القيام بمسئوليات الكبار أثناء الطفولة. 
  • التعرض للتنمر والمعاناة من العنصرية والتمييز العرقي والديني. 
  • صعوبات التعلم.
  • التعرض للاستغلال الجسدي والجنسي.
الصحة النفسية للأطفال

قواعد الصحة النفسية للأطفال

هناك نقاط هامة تساعد في التربية السليمة للأطفال عليك الانتباه إليها، وهي:

  • مساعدة الطفل في بناء علاقات قوية وصحية عن طريق قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء، تعليم الطفل كيف يتعامل مع المشاكل.
  • تنمية الثقة في نفسه وشعوره بالرضا عن ذاته عن طريق إعطائه الحب، والقبول غير المشروط، وتقبل أخطائه. 
  • مدحه عند فعل شيء جيد، وتشجيعه على ممارسة النشاطات والاهتمامات الخاصة به، ومساعدته على وضع أهداف صغيرة يمكنه تحقيقها، كل ذلك يزيد ثقته في نفسه وفي قدراته. 
  • الاستماع إليه، واحترام مشاعره، ومساعدته في التعبير عن مشاعره حتى السلبية منها، والاحتفاظ بالتواصل والنقاش بينه وبين أبويه. 
  • خلق بيئة آمنة داعمة وإيجابية، والانتباه إلى ما يصل الطفل عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والتلفاز والإنترنت، كما ينبغي الحذر من مناقشة الأمور المعقدة أمامه، مثل: المشاكل المالية والعائلية والحديث عن المرض والموت. 
  • إعطاء وقت مناسب للعب ومشاركة الطفل أيضاً فيه، والسماح بمشاركة الأصدقاء. 
  • مساعدته في حل مشاكله، وتعليمه كيفية التعامل مع المواقف المختلفة، والاسترخاء عند التوتر عن طريق المشي والتنفس. 
قواعد الصحة النفسية للأطفال

ماهي أمراض الصحة النفسية الشائعة في الأطفال؟

إن تواجد الطفل في بيئة غير سوية لا توفر احتياجات الطفل النفسية، وعدم تطبيق قواعد الصحة النفسية للطفل في هذه المرحلة العمرية يؤثر على الأطفال بالسلب.

لكن يختلف هذا التأثير في شدته من طفل لآخر، فهناك أطفال لديهم استعداد نفسي أكبر من غيرهم للتأثر بشدة، والوقوع فريسة للاضطراب النفسي. 

والاضطرابات النفسية هي تغيرات خطيرة في طريقة تعلم أو تصرف الأطفال مما يسبب الضيق والمشاكل لهم.

إليك بعض الأمراض الشائعة الحدوث للأطفال في هذه المرحلة :

  • الاكتئاب (depression): على الرغم من انتشاره في العقود القليلة الماضية بين الأطفال إلا أنه لا يزال أكثر شيوعاً لدى البالغين.

للمزيد الاكتئاب عند الأطفال

  • اضطراب القلق العام(generalized anxiety disorder): والذي يصيب الأطفال والشباب الصغير، قد يعاني الطفل من اضطراب القلق عند الانتقال إلى مكان جديد أو مدرسة جديدة.
  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يحدث للطفل بعد تعرضه لمواقف صعبة ومخيفة، مثل: الاعتداء الجسدي والجنسي ، والعنف الشديد، وبعد النجاة من الحوادث.
  • اضطرابات الأكل(eating disorders): تبدأ عادة في سن المراهقة وتنتشر بين الفتيات أكثر من الفتيان. 

مثل مرض فقدان الشهية العصبي (anorexia nervosa) و اضطراب الشره العصبي (bulimia nervosa).

  • فرط الحركة (ADHD): يكون الطفل فيه كثير الحركة و قليل الانتباه، وهو أكثر انتشاراً بين الأطفال الذكور، وسبب حدوث هذا الاضطراب غير معروف.

علامات تدل على تأثر الصحة النفسية للأطفال 

قد يُلاحَظ على الطفل علامات ربما تشير إلى معاناة من اضطراب نفسي، مثل:

  1. تغيرات في التفكير

مثل:الأفكار السلبية المتكررة، وصعوبة التركيز، وضعف الأداء الدراسي، والتفوه بأشياء سلبية عن نفسه وإلقاء اللوم عليها.

  1. تغيرات في الشعور

مثل:تضخيم الأمور، وإعطاء ردة فعل كبيرة، وانفعالات عاطفية حادة.

  1. تغيرات سلوكية

مثل:الرغبة في البقاء وحيداً، سهولة البكاء، الانسحاب من النشاطات والألعاب التي يحبها الطفل، نوبات الغضب المتكررة وغير المبررة، صعوبة التواصل مع الأصدقاء، الاكتئاب والحزن المستمر، عدم الرغبة في الذهاب الى المدرسة.

  1. تغيرات جسدية

مثل:الشكوى المستمرة من الصداع وآلام الجسم، نقص النشاط والطاقة، مشاكل في الأكل، اضطرابات في النوم ( الكوابيس المزعجة)، ظهور حركات عصبية، مثل: قضم الأظافر وشد الشعر.

اقرأ أيضاً: تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال | بين كفي الرحى!

كيفية علاج أمراض الصحة النفسية للأطفال

مساعدة الأبوين

إن احتواء الأبوين لأطفالهم يشعرهم بالراحة، ويجعلهم أقرب إليهم، ومع مرور الوقت يمكن أن يصارحوهم بمشاكلهم.

ينبغي للآباء الاستماع إلى أطفالهم باهتمام، وأخذ الأمر على محمل الجدية.  

في بعض الأحيان قد يكون كل ما يحتاجه الطفل من أبويه  الشعور بالأمان، عبر العناق والكلام الداعم له. 

غالباً ما تزول المشاعر السلبية لدى الأطفال بسرعة، لكن إذا استمرت الحالة السلبية لديهم أطول من اللازم يجب اللجوء للمساعدة من المختصين.

مساعدة المختصين

إذا كان طفلك يعاني من مشاكل مدرسية، عليك عرض الأمر على معلم المدرسة أو أخصائي الصحة النفسية؛ لتشخيص الحالة وعرض طرق العلاج الممكنة والجلسات النفسية.

استخدام الأدوية 

ربما يلجأ الطبيب إلى وصف أحد الأدوية مع جلسات العلاج النفسي، وهذا يعتمد على تشخيص حالة الطفل، مثل: أدوية الاكتئاب وأدوية تساعد على ضبط المزاج. 

إن توفير سبل الراحة النفسية _التي تضاهي في أهميتها الاعتناء بصحة الجسم_ يجنب أطفالك التعرض للتراكمات النفسية التي تعرقلهم عن مواصلة تطورهم في الحياة.

لذا الالتزام بقواعد الصحة النفسية للأطفال، وطرق تعزيزها لهم التي ذكرناها في المقال قد يساعدانك في فعل ذلك. 

اقرأ أيضاً العناد عند الأطفال | من يفوز في المعركة