القائمة إغلاق

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال…كيف نتعامل معه؟

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
10364

استيقظت في منتصف الليل على صراخ رضيعي الذي لا يتوقف، لم تكن تلك المرة الأولى، فهو لم يستطع النوم جيدًا منذ البارحة. 

وفجأة ارتفعت درجة حرارته، وبدأ يشد أذنيه كأنها تؤلمه، أدركت حينها أنه قد يكون مصاباً بالتهاب الأذن الوسطى.

سنتحدث في هذا المقال -عزيزي القارئ- عن التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال والرضع، ومدة علاج هذا الالتهاب.

ما هو التهاب الأذن الوسطى otitis media؟ 

هو التهاب يحدث نتيجة عدوى بكتيرية خلف طبلة الأذن، في منطقة الأذن الوسطى، يظهر غالبًا بعد الإصابة بنزلات البرد، أو التهاب الحلق، أو عدوى الجهاز التنفسي. 

حقائق عن التهاب الأذن الوسطى

يصاب أكثر من 80 بالمئة من الأطفال بنوبة واحدة على الأقل من هذا النوع من الالتهاب في الثلاث سنوات الأولى من عمرهم. 

قد يصاب الكبار أيضًا بالتهابات الأذن الوسطى، لكنها حالة شائعة عند الأطفال.

ما هي أسباب التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال؟

التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال
التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

تنتج التهابات الأذن الوسطى من اعتلال في وظيفة قناة إستاكيوس eustachian tube، وهي قناة تصل بين الأذن الوسطى ومنطقة الحلق. 

تساعد قناة إستاكيوس على معادلة الضغط بين الأذن الخارجية والأذن الوسطى.

وعندما يحدث اعتلال في وظيفتها، يصعب تصريف السوائل من الأذن الوسطى بشكل طبيعي، فتتراكم هذه السوائل خلف طبلة الأذن. 

تمثل هذه السوائل المتراكمة بيئةً صالحةً لنمو البكتيريا والفيروسات المختلفة، مسببةً التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال.

بعض الأسباب التي تؤدي إلى اعتلال في وظيفة قناة استاكيوس:

  • نزلات البرد عند الأطفال.
  •  الحساسية التي تؤدي إلى تورم واحتقان في الأنف والحلق وقناة استاكيوس، مما يؤثر على التدفق الطبيعي للسوائل في الأذن. 
  • تشوهات في قناة استاكيوس. 

تعرف على طرق وقاية الأطفال من فيروس كورونا

عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى 

يمكن أن يصاب أي طفل بهذا الالتهاب، ولكن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة، مثل:

  • تاريخ عائلي للطفل يحمل هذا النوع من الالتهاب. 
  • ضعف المناعة عند الطفل. 
  • وجود الطفل مع أشخاص مدخنين في نفس المكان. 
  • تعرض الطفل لنزلات البرد، والتهاب الحلق، وعدوى الجهاز التنفسي. 
  • حرمان الطفل من الرضاعة الطبيعية
  • وجود الطفل وسط تجمعات من الأطفال (الحضانة). 
  • إرضاع الطفل من زجاجة اللبن الصناعي وهو مستلقي على ظهره. 
  • التعرض لتغيرات في المناخ. 
  • التعرض للهواء الملوث. 

تعرف على طرق تقوية المناعة عند الأطفال

ما هي أنواع التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال؟

هناك ثلاثة أنواع مختلفة هي:

  • التهاب حاد. 
  • الالتهاب مع الانصباب. 
  • الالتهاب المزمن مع الانصباب. 

التهاب الأذن الوسطى الحاد

تحدث عدوى في الأذن الوسطى بشكل مفاجئ، مسببةً تورم واحمرار، وتُحتجز السوائل والمخاط داخل الأذن، ما يتسبب في إصابة الطفل بالحمى وألم الأذن وفقدان السمع. 

التهاب الأذن الوسطى مع الانصباب

يستمر تراكم السوائل والمخاط داخل الأذن بعد انتهاء العدوى، يشعر الطفل بامتلاء أو تورم في الأذن، وقد يفقد السمع. 

التهاب الأذن الوسطى المزمن مع الانصباب

تتراكم السوائل في الأذن الوسطى لفترات طويلة، حتى لو لم تكن هناك عدوى، مما يؤدي إلى صعوبة مقاومة العدوى، وفقدان السمع. 

أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال

يعاني الأطفال المصابون بالتهاب الأذن الوسطى من أحد هذه الأعراض أو أكثر، مثل:

  • حمى.
  • فقدان السمع. 
  • إسهال، وتقيؤ.
  • فقدان التوازن.
  • بكاء شديد، وأرق.
  • تهيج، وألم في الأذن.
  • ألم في الرقبة، وصداع.
  • خروج سوائل من الأذن.
  • شعور بالامتلاء في الأذن.

قد تتشابه أعراض التهاب الأذن الوسطى مع أمراض أخري، لذلك يجب اللجوء للطبيب لتأكيد التشخيص. 

التهاب الأذن الوسطى عند الرضع

تنتشر عدوى الأذن الوسطى بين الأطفال في مرحلة الرضاعة؛ بسبب رضاعة الطفل باستخدام زجاجة الرضاعة في وضع أفقي.

فيتدفق اللبن إلى قناة استاكيوس، مما يسبب التهاب الأذن الوسطى عند الرضع، كذلك قد تحدث العدوى عند ترك الطفل يستخدم زجاجة الرضاعة بنفسه.

أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الرضع

يعانى الرضيع نوبات البكاء الشديد المتواصل، وصعوبة في النوم أو في البقاء نائمًا.

وقد يمتنع عن الرضاعة؛ بسبب آلام الأذن التي تصيبه في أثناء عملية البلع.

ومن أبرز أعراض التهاب الأذن الوسطى عند الرضع أيضاً، أنك تجد الرضيع يضرب بكفه على أذنه أو يشدها.

كيفية التشخيص

يطلب الطبيب التاريخ المرضي للطفل بجانب  معرفة الأعراض التي يعاني منها.

ولكنه لا يعتمد على ذلك فحسب، بل يستخدم بعض الأجهزة لتأكيد التشخيص، مثل:

  • منظار الأذن: آلة مزودة بضوء تتيح للطبيب الرؤية داخل الأذن وفحصه، يبين ما إذا كان هناك تورم أو احمرار أو دم أو صديد في الأذن. 
  • منظار الأذن الهوائي: يضخ الهواء داخل الأذن، فيسمح للطبيب بفحص حركة طبلة الأذن.
  • قياس الطبلة: اختبار يُجرَى في عيادات الأطباء، يبين كيفية عمل الأذن الوسطى، لا يؤكد ما إذا كان الطفل يسمع أم لا، ولكنه يساعد في الكشف عن أي تغييرات في الضغط في الأذن الوسطى. 
  • اختبار السمع: يُجرِي الطبيب اختبار السمع لمعرفة إذا كان الطفل يعاني فقدان السمع. 

يصعب إجراء اختبار قياس الطبلة عند الأطفال الصغار؛ لأنه يتطلب أن يكون الطفل ثابتًا لا يتحرك ولا يبكي. 

علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال 

يحدد الطبيب العلاج اعتمادًا على كلٍ من:

  • عمر الطفل، وتاريخه المرضي، وحالته الصحية. 
  • مدى خطورة الحالة. 
  • استجابة الطفل لطرق العلاج المختلفة. 

يشمل العلاج ما يلي:

  • المضادات الحيوية سواء عن طريق الفم أو نقط للأذن. 
  • الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب. 

مدة علاج التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال 

يجب استكمال جرعات المضاد الحيوي كاملة لضمان عدم تكرار العدوى.

 تكون مدة علاج التهاب الأذن الوسطى 10 أيام عند الأطفال أقل من 6 سنوات، وتكون من 5 إلى 7 أيام عند الأطفال أكبر من 6 سنوات. 

الجراحة

إذا استمر وجود سوائل في الأذن لأكثر من ثلاثة أشهر، قد يلجأ الطبيب إلى إجراء جراحي يسمى “بضع الطبلة myringotomy“.

تتضمن هذه العملية عمل فتحة صغيرة في طبلة الأذن لتصريف السوائل وتخفيف الضغط. 

بعد ذلك يضع الطبيب أنبوباً صغيراً في فتحة طبلة الأذن لتهوية الأذن ومنع تراكم السوائل، يستعيد الطفل سمعه بعد إزالة السوائل.

إزالة اللحمية 

إذا تكررت إصابة الطفل بعدوى الأذن الوسطى، قد ينصح الطبيب بإزالة اللحمية إذا كانت متضخمة. 

مضاعفات التهاب الأذن الوسطى

إذا لم يُعالج التهاب الأذن، قد يحدث أي من المضاعفات التالية:

  • عدوى في مناطق أخرى من الرأس. 
  • فقدان دائم للسمع. 
  • مشكلات في التحدث اللغوي عند الطفل. 

طرق الوقاية من التهابات الأذن الوسطى 

يمكن اتباع بعض النصائح لتجنب إصابة الطفل بالتهابات الأذن الوسطى، مثل:

  • غسل اليدين باستمرار، وكذلك غسل ألعاب الطفل، لتجنب إصابته بعدوى الجهاز التنفسي. 
  • تجنب الأماكن التي يوجد فيها مدخنون. 
  • الحفاظ على الطفل في فترات تغيير المناخ. 
  • تغذية الطفل بالرضاعة الطبيعية بدلًا من اللبن الصناعي. 
  • عدم السماح للطفل باستخدام زجاجة اللبن الصناعي بنفسه، أو جعله يستخدمها وهو مستلقي على ظهره. 

يجب علينا أن نحافظ على أطفالنا من الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، خاصةً في هذه الفترة الصعبة التي نمر بها مع انتشار وباء الكورونا،  فالإصابة بأي عدوى تضعف المناعة، حفظ الله أطفالنا جميعًا. 

المصادر

https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=otitis-media-middle-ear-infection-90-P02057

https://www.healthline.com/health/ear-infection-acute#longterm-outlook 

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dizziness/symptoms-causes/syc-20371787