القائمة إغلاق

كيفية التعامل مع الأطفال | قواعد ذهبية

6277

تعد عملية التربية عملية طويلة ومستمرة معنا حتى يكبر أطفالنا. 

والتربية هنا ليس المقصود بها مجرد الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبس، فهذا يطلق عليه رعاية وليس تربية.

أما التربية فالمقصود منها هنا تعليم الأطفال القواعد والمهارات التي تمكنهم من مواجهة الحياة والنجاح فيها.

ولتسأل نفسك هذا السؤال المهم، ما هو الحال الذي تريد أن ترى عليه أطفالك وهم في سن العشرين؟ 

إجابة هذا السؤال هي التي ستتحكم في الطريقة التي ستتعامل بها -عزيزي الأب وعزيزتي الأم- معهم منذ ولادتهم.

في هذا المقال سنتحدث عن فنون مختلفة في كيفية التعامل مع الأطفال…

أهداف تربية الأبناء

تختلف أهداف تربية الأبناء من أسرة لغيرها، وينبغي على جميع الأسر أن تحدد الأهداف المرجوة من عملية التربية والتي يمكن أن نسرد بعضاً منها كالتالي:

  • تعليم الأطفال الصدق.
  • الإيمان بالله والقرب منه.
  • النجاح.
  • النظام. 
  • النظافة.
  • المسؤولية.

ينعم علينا الله بالذرية التي تشبه في تكوينها الأرض البكر. 

فإذا تركناها بدون متابعة وتهذيب ستكون مرتعاً للنباتات السامة والحشرات والأشواك.

أما إذا اهتممنا بها ستصبح حديقة جميلة ومزهرة.

إن تربية الأطفال ليست بالأمر الصعب، ولا بالأمر السهل أيضاً. 

فهي كمثل أي شيءٍ آخر لكي نتقنه نحتاج إلى أن نتعلمه ونتدرب عليه.

حينها سيصبح الأمر أبسط وسنشعر بشيءٍ من القدرة على التحكم في المواقف وتوجيهها إلى الاتجاه الذي يخدم صالح الأبناء والأسرة.

لذلك سنتحدث فيما يلي عن بعض القواعد في كيفية التعامل مع الأطفال حتى نحصل على مرادنا من عملية التربية الإيجابية.

اقرأ أيضاً 11 طريقة لتربية طفل واثق من نفسه

كيفية التعامل مع الأطفال

يريد كل أب وأم الأفضل دائماً لأطفالهم، ويبذلون في سبيل ذلك الغالي والنفيس للتأكد من أنهم لا يواجهون المشاكل.

يناقشون معهم كل القرارات؛ حتى يتأكدوا أنهم لن يتخذوا أي قرار خاطئ. 

بل ويتدخلون في كافة تفاصيل حياتهم دون ترك مساحة من الحرية ليختبروا فيها شخصياتهم وتفكيرهم. 

وهذا كله لن يفيد الطفل، بل سيجعله عاجزاً غير مدرك لإمكانياته وليس لديه قدرة على تحديد رغباته.

لذلك ينبغي على الآباء والأمهات تعلم المزيد في كيفية التعامل مع الأطفال تبعاً للمرحلة العمرية؛ حتى نجعل الطفل يتعلم فيها الأشياء المناسبة لسنه. 

وهنا يأتي لنا الحديث عن استراتيجيات التعامل مع الأطفال…

اقرأ أيضاً الصحة النفسية للأطفال | الوتر الحساس

استراتيجيات التعامل مع الأطفال

التعامل مع الأطفال

يتعامل الأهل مع أطفالهم بطرق مختلفة، فمنهم من يتبع نظام الأوامر والسيطرة الشديدة، ومنهم من يتبنى أسلوب اللين المفرط والتدليل. 

لكن توجد مرحلة وسطية بين هذا وذاك، لذلك سأكتب لك فيما يلي بعض النصائح في كيفية التعامل مع الأطفال بشكلٍ سليم…

اترك مساحة لطفلك

تعد هذه الطريقة من أفضل استراتيجيات التعامل مع الأطفال، فحاول أن تترك لطفلك المساحة الآمنة التي يستطيع فيها أن يصنع قراراته بنفسه ويختبر نتيجتها. 

طالما كانت هذه القرارات لن تضره في شيء. 

الدعاء للأبناء

الدعاء هو السلاح الذي لا يخطئ أبداً؛ لذلك استعن بالله ولا تهمل الدعاء لأولادك بصلاح الحال والتوفيق في الدنيا والآخرة. 

والله هو المعين الوحيد في رحلة التربية، فخذ بأسباب الدنيا وتعلم وحاول أن تغير من أسلوبك إذا لاحظت أنه بحاجة إلى تعديل. 

وحاول أن تقيم أداءك دوماً، واجعل أولادك يسمعونك وأنت تدعو لهم بكل الخير.

احتضنهم وقبلهم وادعو لهم، واحذر أشد الحذر من الدعاء عليهم بالسوء حتى وإن كنت في أشد حالات العصبية. 

لا تهتم بكلام الآخرين 

يشعر كثير من الآباء والأمهات للأسف بالتقصير والإخفاق إذا نقد أحدهم سلوك الأبناء. 

دعني أخبرك نصيحة، لا تعير الآخرين انتباهاً زائداً عن الحد، أنت لديك أسلوبك وخطتك في تربية أطفالك.

ركز فقط على النتيجة المطلوبة واتبع الطريق الذي يوصلك إليها.

ولتعلم أن أحد أسرار التربية السليمة هو الاسترخاء. لماذا؟!

لأن من طبيعة الأطفال ارتكاب الأخطاء، وفي الحقيقة هم في حاجة إلى ارتكاب الأخطاء ليتعلموا منها. 

كما أن فترة الطفولة هي الفترة الأكثر أماناً في ارتكاب الأخطاء، فكلما كان هذا مبكراً كان مخزون خبرات الطفل وكفاءته في مواجهة الحياة أكبر. 

فدور الوالدين هنا ليس حماية أطفالهم من الوقوع في الخطأ أو الفشل، وإنما تعليمهم كيفية التعامل مع الأخطاء والعثرات بطريقة سليمة وتلك هي الطريقة التي سوف يؤثرون بها في شخصيات أطفالهم. 

الحب غير المشروط

أحِب أطفالك حباً غير مشروط، وكن حريصاً على تأكيد وصول هذا الشعور إليهم. 

لكن يأتي السؤال المهم؛ هل هناك من لا يحب أطفاله؟!

من المؤكد أن أي أم وأب طبيعيين يحبون أطفالهم وهذا الحب يظهر في لغة الجسد ونظرة العين ونبرة الصوت والحركة. 

فإذا تفوق الطفل في المدرسة أو أي نشاط رياضي أو غيره يجد الثناء والتشجيع. 

لكن ماذا إذا أخطأ أو انخفض مستواه الدراسي؟

نجد أن لغة الجسد عند الوالدين ستتحدث بنظرة تؤنبه وصوت يوبخه، وربما يتطور الأمر إلى الإهانة اللفظية او البدنية! 

وهنا يشعر الطفل بعدم حب والديه ويرى إنه مذنب وليس أهلاً لأن يكون طفلاً مقبولاً ومحبوباً في أسرته مع تكرار مثل هذا السلوك من الوالدين.

لأن إظهار محبتهم هنا كان مشروطاً بسلوك معين منتظر من الطفل!

لذلك على الوالدين أن يوضحوا لأطفالهم أن محبتهم لن تتأثر بالسلوك وأنهم يحبونهم ويقبلونهم في كل الأحوال.

وفي حال أخطأ الطفل، فيجب أن ننقد السلوك وليس الطفل مع التأكيد على أن مكانة الطفل لم تتغير وأن شعور الحب لم ينقص. 

وإن أحسن الطفل أيضاً يجب أن نمدح السلوك وليس الطفل؛ حتى يعرف قيمة السلوك السليم.

قد يعجبك تعليم الأطفال عن المشاعر | معاً نحو تربيةٍ أفضل

لا تصرخ في وجه أطفالك – حاول!

يلجأ الوالدان للصوت العالي والصراخ في وجه أطفالهم كأسلوب نهي يأتي بنتيجة سريعة. 

ولكن هذا الأسلوب له من التبعات ما قد يجعل الوالدين يشعران بالندم في المستقبل!

ذلك لأنه يجعل الطفل دائم الخوف والتوتر، بل ومتردد يخشى المبادرة وغير واثق في نفسه.

كما أنه يؤثر على الجانب المعرفي والإدراكي لدى الطفل؛ فتضعف ذاكرته ويقل مستواه الدراسي وتظهر اللامبالاة وعدم الاهتمام. 

إن الصراخ في وجه الأطفال من أسوأ العادات التي يجب أن يغيرها الوالدان. 

ولتعلم أن اللحظة التي تصرخ فيها على طفلك هي لحظة فقدانك لسيطرتك على تفكيرك، وهي تكون في الغالب نتاج ضغوط خارجية واقعة عليك وليس لطفلك دخل فيها.

لذلك اتخذ قرارك أنك ستسيطر على غضبك، وتتحكم في أعصابك؛ حتى تكون مثالاً جيداً وقدوة لأطفالك.

اقرأ أيضاً العنف ضد الأطفال | هل هناك وقفة؟

كيف أتحكم في غضبي؟

إليك عزيزي القارئ بعض النصائح للتحكم في الغضب كالتالي:

  • اعرف ما هي الأسباب التي تدفعك لفقدان السيطرة وإطلاق العنان لغضبك وفكر في وسائل للحد منها. 
  • حاول التحكم بأعصابك عند شعورك بالغضب، وابتعد عن الموقف بشكل مؤقت؛ حتى تسيطر على أعصابك، وفكر في العد بشكل عكسي، واستغفر الله واستعن به. 
  • انظر للغضب على أنه عادة سيئة و قرر استبدالها.
  • استخدم أسلوب الحوار الهادئ واضعاً أمام عينيك حجم الضرر الذي سيصيب نفسية أبنائك إذا استخدمت أسلوب الصراخ.

أنصت لأطفالك

أولادنا دائماً لديهم أفكار مثيرة ومرحة يريدون مشاركتها معنا، ومن أعظم الهدايا التي يمكن أن يقدمها الوالدان لأطفالهما هي الاستماع إليهم ولكن بإنصات و تركيز. 

حتى يشعر الطفل أنه مهم بالنسبة لوالديه وأن له الحق في وقت خاص به معهما حتى وإن كان قليلاً.

بهذه الطريقة ستزيد ثقة الطفل في نفسه وسيتعلم هو الآخر فن الاستماع. 

واحذر أن تتحدث مع طفلك وأنت مشغول بشيء آخر؛ حتى لا يتولد لديه شعور أنه غير ذي أهمية، فتقل ثقته بنفسه ويخشى الحديث مع الآخرين.

خصص لهم وقتاً

التعامل مع الأطفال

إن ضغوط الحياة وأعباءها تأخذنا بعيداً عن أطفالنا في كثيرٍ من الأحيان، ولكن من الضروري إيجاد الوقت الكافي للحوار واللعب معهم. 

أسألهم عن يومهم وعن أفضل شيء حدث باليوم، وأشركهم في بعض الأعمال المنزلية حسب أعمارهم.

العب معهم واضحك على مزاحهم وأعطهم الفرصة ليحتفظوا بكثير من الذكريات واللحظات السعيدة بينكم.  

اقرأ أيضاً جدول الروتين اليومي للأطفال

كن صادقاً وحاسماً

الوضوح و الصدق من أهم الصفات التي ستسهل عليكما التعامل مع الأطفال .  

فالأطفال يشعرون بالأمان دوماً عندما يعرفون الحدود التي يمكن أن يمارسوا حياتهم خلالها.

فاحرص على أن تلتزم بما تقول ولا تتراجع؛ حتى تتأكد لديهم فكرة أنك لن تغير اتفاق حدث بينكم. 

فهذا سيجعلهم أكثر ثقة فيك، كما أنه سيجعل قراراتك واضحة لهم.

اترك طفلك يختار ما يريد

اسمح لطفلك أن يكون ما يريد وليس ما تريد أنت، وحاول توجيهه فقط إذا لزم الأمر وليس طوال الوقت.

في النهاية هي حياته وقراراته، وثق أنك إذا أحسنت وضع أساسات الأخلاق والقيم  في صغره فلن تكون مضطراً إلي التدخل في الكبر، إلا قليلاً.

و كما أشرنا في البداية، إن التربية طريق طويل حاول أن تزينه بالذكريات الجميلة والمساندة وكثير من الحب. 

وكن متأكداً من أنه ليس هناك عائلة مثالية ولا أم خارقة ولا طفل غير عادي، وأنه دوماً هناك مجال للخطأ والاختلاف.

لكن التميز يكمن في كيفية التعامل مع الأطفال وسط هذه الاختلافات…

المصادر

https://kidshealth.org/

https://childmind.org/

https://www.askdrsears.com/

مقالات ذات صلة